الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اعاني من القلق وأعراض الفصام فما علاجه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من مرض نفسي يضايقني كثيراً، وعلى ما يبدو أنه انفصام الشخصية.

أنا شاب عمري 19 عاماً، أعاني من هذا المرض من عدة سنوات، المرض من أعراضه:

ـ الرغبة في الوحدة وعدم الاختلاط كثيراً بالناس.
ـ الخروج إلى عالم خيالي والتفكير فيه.
ـ عدم القدرة على الدراسة.
ـ ضعف الشخصية.
والكثير من الأعراض...

فما العلاج المناسب لهذا المرض، وهل من الممكن أن يتطور؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مجهول حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإني أريدك أن لا تشخص نفسك ولا تأخذ بهذه الكلمات والتعبيرات الضخمة والكبيرة كانفصام الشخصية، فهذا ليس بالتشخيص الصحيح؛ لأن ذلك مرض له ضوابطه وله أعراضه وله تبعاته وله نتائجه.

أنت ذكرت بعض الأعراض أنك ليس لديك الرغبة في الاختلاط بالناس وتميل إلى الانعزال والوحدة، كما أنك تكثر من التفكير الخيالي وأنك ليس لديك القدرة على الدراسة وأنك تعاني من ضعف الشخصية... هذه ليس من الضروري أبداً أن تكون أعراضاً انفصامية، لا أجد أي عرض من هذه الأعراض نعتبره عرضاً أساسياً في الانفصام، ربما تكون هي أعراض ثانوية، ولكن إذا لم توجد الأعراض الرئيسية مثل وجود الهلاوس والأفكار الخاطئة والضلالات والظنان وما شابه ذلك لا يمكن أن نقول أن الشخص يعاني من مرض الفصام.

الذي أعتقده أنك مفتقد الثقة في نفسك وأنك لا تقدر قيمة ذاتك بصورة صحيحة، ولا تعرف كيف تتعامل مع ذاتك، ولا تعطي الأمور أهميتها، وهذا يتضح تماماً مما قلته من عدم القدرة على الدراسة، كيف لا تستطيع أن تدرس؟ لا شيء يمنعك من الدراسة، الدراسة فقط هي التزام، وهي همة، وأن تقدر قيمة العلم وأن تعرف أن من متطلبات الحياة الضرورية في هذا الزمان وفي كل زمان هي العلم والحصول على الدرجات العلمية المتميزة.

أنا – واعذرني على هذا الكلام– أعتقد أن الأمر فيه شيء من التكاسل، فيه شيء من التساهل مع النفس، وربما يكون لديك درجة بسيطة من الاكتئاب النفسي هي التي جعلتك عديم الرغبة في الاختلاط والتفاعل مع الآخرين، كما أن وجود الأفكار المسترسلة والخيالية هو دليل على وجود قلق بسيط مع هذا الاكتئاب الذي ذكرته لك، وفي نفس الوقت هذه الأفكار والاسترسال فيها بالطبع تأتي من الفراغ، فأنت تجلس مع نفسك وتجلس مع ذاتك ولابد للإنسان إما أن يتفاعل مع الآخرين أو يتفاعل مع نفسه، وأنت تتفاعل مع نفسك من خلال هذه الأفكار الخيالية والمسترسلة.

اجعل لنفسك نشاطاً، وأنصحك وبكل قوة أن تنتظم وتدير وقتك بصورة صحيحة، خصص وقتاً في اليوم للدراسة، وخصص وقتاً للرياضة، وهذا ضروري جدّاً؛ لأن الرياضة تقوي النفوس وتقوي الأجسام، ولابد أيضاً أن تتواصل مع أهلك وأرحامك وأصدقائك، ولابد أن ترفه عن نفسك بما هو مشروع، خذ قسطاً من الراحة يكون معقولاً... هنالك نشاطات كثيرة ممكن للإنسان أن يقوم بها، والإنسان حين يكد ويجد وينفذ ما يريد أن يقوم به سوف يشعر بالارتياح والرضا، وهذا يزيد - إن شاء الله تعالى – من الدافعية ويعطي المزيد من المقدرات الجسدية والنفسية.

إذن أنت محتاج لأن تفكر في نفسك إيجابياً، لا تعطي للأفكار السلبية أي مجال ولا تتركها أبداً تعطل حياتك، أنت شاب، أن تعيش في عمر يتمناه الناس، فهذا عمر القوة وعمر الطاقات النفسية والجسدية، عمر الأمل، فما الذي يجعلك هكذا؟ لا، أنا أريدك أن تنظر إلى الجانب الإيجابي في الحياة وتتخطى هذا الجانب السلبي والسوداوي.

وحتى نساعدك ونخرجك - إن شاء الله تعالى – من حالة القلق الاكتئابي سوف أصف لك أحد الأدوية التي وجد أنها مفيدة وفعالة جدّاً في علاج مثل هذه الحالات، العقار يعرف تجارياً باسم (بروزاك Prozac)، ويسمى علمياً باسم (فلوكستين Fluoxetine)، وهو من الأدوية السليمة والفعالة وهو - إن شاء الله تعالى – متوفر في فلسطين، ربما يكون تحت أسماء تجارية أخرى، فأرجو أن تتحصل على الدواء وتتناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، يفضل أن تتناولها بعد الأكل، استمر في تناولها لمدة ستة أشهر متواصلة، ثم بعد ذلك خفض الجرعة واجعلها كبسولة واحدة كل يومين لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.

- إن شاء الله تعالى – باتباعك للإرشادات السابقة وتناولك الدواء المذكور سوف تتحسن حالتك جدّاً، ولن تتطور نحو ما هو سلبي إنما تتطور نحو ما هو إيجابي - بإذن الله تعالى -.

نشكرك على تواصلك مع استشارات إسلام ويب، ونسأل الله تعالى لك العافية والشفاء، وبارك الله فيك.
وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً