الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج التشتت الذهني وعدم التركيز بالأماكن المزدحمة

السؤال

السلام عليكم

أعاني من التشتت الذهني وعدم التركيز في الأماكن المزدحمة، وأفقد التركيز داخل الصف مما يجعلني لا أشارك، وهذا يؤثر على دراستي، وعند الحديث مع أي شخص أفقد تركيزي، مما يجعلني لا أفهم ماذا يريد، فهل تنصحوني بدواء زولفت؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد وصفت حالتك باختصار، ونستطيع أن نقول إن هناك مؤشرات قوية تشير أنك تعاني من قلق نفسي عام، وهذا القلق فيه جزئية أخرى وهو ما يمكن أن نسميه بدرجة بسيطة من الخوف أو الرهاب الاجتماعي، أي افتقاد التركيز والشعور بعدم الطمأنينة حين المواجهة في الظروف والمواقف الاجتماعية.

فأريدك أن تعرف أن التشتت الذهني وعدم التركيز هو السمات الرئيسية للقلق، وهذا حين يحدث لك في الأماكن المزدحمة كما ذكرت لك فيه شيء مما يسمى بالرهاب الاجتماعي، وأيضاً هنالك جزئية نسميها برهاب الساحة – أو الساح – أي الخوف في الأماكن المزدحمة أو الأسواق أو التجمعات، وهذا كله يتأتى تحت القلق، بمعنى آخر: أنا لا أريدك أن تنزعج لكل هذه المسميات، فهي كلها واحدة وتدل على وجود هذا القلق البسيط.

ننصحك بأن تواجه مصدر مخاوفك، لا تبتعد أبداً من الأماكن المزدحمة، حاول أن تذهب يومياً إلى الأسواق، إلى أماكن التجمُّعات، وأنت الحمد لله تعيش في ماليزيا، فهي بلد إسلامي طيب، وبها مساجد عامرة بفضل الله، اذهب وكن في الصف الأول في الصلاة، هذا إن شاء الله كله يزيل هذه المخاوف التي تعاني منها.

وأود أن أؤكد لك أنه لن يحدث لك أي مكروه إن شاء الله، وكثير من الذين يعانون من القلق الاجتماعي أو رهاب الساح أو الخوف من التجمعات يعتقدون أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف أو أن الواحد منهم سوف يسقط، أو أن الآخرين يقومون بملاحظته أو أنه يرتجف ويتعرق ويتلعثم، هذا كله شعور ليس حقيقيا بالكامل وليس دقيقياً، نعم هناك تغيرات فسيولوجية تحدث للإنسان منها تسارع ضربات القلب، التعرق، عدم الارتياح، الشعور بعدم التركيز كما تفضلت، ولكني أؤكد لك – وحسب الأبحاث – أنه لا أحد يقوم بملاحظتك أو مراقبتك، وأن مكروهاً لن يقع لك أبداً بإذن الله.

بالنسبة للعلاج الدوائي توجد بفضل الله أدوية كثيرة كلها ممتازة وفاعلة. أنت لم تذكر عمرك، وتحديد العمر مهم وضروري لتحديد الجرعة، أنا أقول لك إذا كان عمرك أكثر من ست عشرة سنة فلا مانع أبداً من أن تبدأ في استعمال عقار زولفت Zoloft – أو ما يسمى علمياً (سيرترالين Sertraline) – أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة حبة واحدة (خمسين مليجراماً) يفضل أن تتناولها ليلاً بعد الأكل.

استمر على هذه الجرعة لمدة شهر، ثم ارفع الجرعة إلى حبتين – أي مائة مليجراما– يمكن أن تتناول حبة في الصباح وحبة في المساء، وإذا أردت أن تتناول الحبتين مع بعضهما البعض ليلاً فلا مانع في ذلك مطلقاً.

استمر على هذه الجرعة الأخيرة لمدة أربعة أشهر، ثم خفض الجرعة بعد ذلك إلى حبة واحدة يومياً لمدة ستة أشهر، وبعد ذلك خفض الجرعة مرة أخرى إلى حبة واحدة كل يومين لمدة شهرين، ثم توقف عن تناول الدواء.

كما تلاحظ فإننا قد قسمنا الجرعة إلى: جرعة البداية، وجرعة العلاج، وجرعة الوقاية، ثم انتهجنا منهج التدرج في التوقف عن الدواء؛ الدواء سليم وسوف تجد فيه إن شاء الله خيراً كثيراً.

أنصحك أيضاً نصيحة هامة، وهي أن تأخذ قسطا كافي من الراحة، الراحة مهمة لتحسين التركيز لدى الإنسان، كما أن ممارسة الرياضة أيضاً مفيدة، وقراءة القرآن الكريم بتؤدة وبتمعن وبتفكر وتجويد يعرف أن هذا يحسن التركيز، خاصة أن حفظ القرآن الكريم أيضاً يزيد من القوة المعرفية لدى الإنسان ويحسن من تركيزه، ويُبعد أي نوع من التشويش أو الاضطراب في الذاكرة.

يجب أيضاً أن تهتم من الناحية الغذائية، فعليك أن تتناول البروتينات وكمية معقولة من السكريات والدهون، وحاول أن تركز على الخضروات والفاكهة، فهذه إن شاء الله كلها تحسن التركيز لدى الإنسان، وهي متطلبات غذائية ضرورية من أجل أن يتمتع الإنسان بصحة جسدية وصحة نفسية متوازنة، ولعلاج عدم التركيز سلوكياً يرجى الاطلاع على: (226145-264551).

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً