الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إكمال الدراسة والتفكير بالزواج

السؤال

السلام عليكم.

إنني يتيم الأب والأم وطالب في الجامعة وأحب إنسانة وأرغب في الزواج بها، ولكنني حتى الآن طالب، إذا ذهبت لوالدها الآن فسوف يرفضني لأنني طالب، ماذا أفعل؟


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل الأستاذ / محمد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:

فبداية باسم الشبكة الإسلامية يسرني أن أشكر لك ثقتك في الشبكة الإسلامية؛ وحرصك على الاستفادة من محاورها، وهذا إن دل فإنما يدل على أنك من أهل الإيمان والاستقامة والصلاح، نحسبك كذلك ولا نزكي على الله أحداً.

وأما بخصوص إجابة سؤالك فأنت تعلم ولا يخفي عليك - أن من ثوابت هذا الدين ما قرره الحق تبارك وتعالى في كتابه حيث قال: (( لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا)) [البقرة:286] وقال أيضاً: ((لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا)) [الطلاق:7]، وقال كذلك: ((مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ)) [الأحزاب:4].

من منطلق هذا النصوص أقول لأخي الأستاذ / محمد:

إني أرى إنك تشق على نفسك، فظروفك الاجتماعية كما ذكرت، فقدان الوالدين يرحمهما الله، الدراسة بالجامعة وهذه أعباء عظيمة، بل وتعتبر من أهم التحديات في حياة الإنسان ثم تفكر مع ذلك كله في الزواج بهذه الأخت التي تحبها؟

قل لي بربك هل هذا منطق معقول؟

أظن أن الجواب لا؛ ولذلك أود أن أقول لأخي الفاضل / محمد: إذا كنت تخاف أن يتزوجها غيرك ولذلك ترغب في الارتباط بها من الآن فأعلم أخي أن الله لو قدرها لك لن تقبل غيرك، بل ولن يفكر فيها سواك لأن الزواج من الأرزاق؛ والله تعالى كتب على كل امرأة حظها من الرجال، وكتب كذلك للرجال فكل رجل حظه من النساء، كما قال صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك).

واعلم كذلك أن المولى جل جلاله قدر المقادير وقسم الأرزاق قبل خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، فإذا كانت من رزقك فلن يفكر فيها أحد سواك؛ لأنه لا يقع في ملك الله إلا ما أراد الله، فاطمئن من هذه الناحية وهذا من عقيدة المؤمن ( الإيمان بالقدر).

فعليك أخي ألا تفكر الآن إلا في دراستك حتى تنتهي منها وبتفوق؟ إن شاء الله - وساعتها سيكون لكل حادث حديث ولا تكثر من التفكير بها الآن هذا قد يؤثر على مستواك العلمي وساعتها لن تقبل بك زوجاً لها؛ لأنك لم تثبت لها أنك تستحقها خاصةً مع ظروف الحياة الصعبة، فأحرص أخي أولاً على الانتهاء من دراستك الجامعية ولا مانع من الدعاء والإلحاح على الله أن يحبس الأنظار عنها حتى تنتهي شريطة أن تكون أخت صالحة وإلا فالنساء غيرها كثير.
مع تحياتي لك بالتوفيق في الدراسة والزواج معاً.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الجزائر ايمان

    جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً