الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي خطوات التخلص من الضغوط النفسية والهموم؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا رجل متزوج منذ عشر سنوات، وما أعاني منه هو أنه قبل حوالي ثمان سنوات توفي والدي بمرض ما، وهذا أثر فيّ حيث خلف أسرتين كبيرتين وانتابني قلق على مصير الأسرة، ومن ثم دخلت في دوامة وسواس المرض لفترة معينة، وبعد أن قمت بإجراء التحاليل الضرورية ارتحت نفسياً، وجلست فترة، ومن ثم انتابتني وساوس المرض مرةً أخرى، وأجريت تحاليل والحمد لله سليمة، وصرت أقتنع بأنني سليم ويعاودني التفكير بأنني مريض.

وقبل حوالي ستة أشهر انتابتني حالة من كتمة في التنفس، وذهبت للدكتور وأفادني بعد الأشعة أن صدري سليم ولله الحمد، وقمت بعمل تخطيط للقلب والنتيجة طيبة، وراجعت أطباء آخرين وقاموا بعمل الإجراءات الطبية التي بينت أني سليم ولله الحمد، ونصحني أحد الأطباء بمحاولة التحكم بعقلي ولا أعرف كيف؛ والألم يخف أحياناً وأحياناً يعود، ولكن حالياً صرت أتضايق بعض الأحيان من وجودي في العمل أو عند الناس، وأحب أن أجلس بمفردي، وأحياناً أنطلق غير عابئاً بشيء، علماً بأنني ممن يعانون من كثرة غسل اليدين، وأميل لقراءة الجرائد وبالأخص الصفحة الطبية، ولا تتحدث الجرائد إلا عن ما أعاني منه، وينتابني القلق ثم ينتهي.

أنا رجل قوي الشخصية أحياناً، وأحياناً عكس ذلك، لا أريد أن أذهب للدكتور مرةً أخرى لإجراء فحوصات، لا أريد أدوية نفسية، أريد نصائح فقط، وأنا متأكد من أنني سأقوم بتنفيذها.
عذراً على الإطالة، ولكن كانت لا بد منها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أريج حفظه الله .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أخي أبو أريج! اعلم أن المرء لا يتخلص من الهم الضاغط، والقلق والحزن العميق والكبت المقيت، وغير ذلك من الأمراض النفسية إلا إذا عمق صلته بالله تعالى، وآمن بالله الإيمان الصحيح، وهذب سلوكه فأدى الحقوق، وعلم أن الله يراقبه في كل حين، وهو ينصت إلى قول الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ)[ق:16].

ولا ننسى يا أخي أن الابتلاء على قدر الإيمان، وذلك مصداقاً لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل) واعلم أن (ما يصيب المسلم من نصبٍ ولا وصبٍ ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها خطاياه).

وحاول -يا أخي- أن تتبع الخطوات التالية لعل الله أن يجعل لك من كل همٍ فرجاً ومن كل ضيقٍ مخرجاً:
1- قوّ صلتك بالله تعالى، ولا تلجأ إلى المخلوق بل اطلب الخالق وتضرع إليه.
2- تقوى الله عز وجل والعمل الصالح هما بذاتهما يشكلان وقاية الإنسان من الحزن والاكتئاب والضيق.
3- الدعاء والتسبيح والصلاة، وقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ما أصاب عبداً هم ولا حزن فقال: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماضٍ فيّ حكمك، عدلٌ فيّ قضاؤك، أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحداً من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ونور بصري، وجلاء حزني وذهاب غمي، إلا أذهب الله غمه).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : إذا وجدت في نفسك شيئاً فقل: (هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيءٍ عليم).
4- يجب أن تغير البيئة لفترة معينة، كأن تسافر مثلاً لأداء مناسك العمرة أو لزيارة أحد الأصدقاء.
5- اترك باب الأمل دائماً مفتوحاً، وهذا يبعد عنك الضيق والحزن، وتذكر قول الله تعالى: (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا)[الشرح:5-6].

وينبغي على الإنسان إذا أصيب بمصيبة أن ينظر إلى من هو أسوأ منه حالاً فيقول الحمد لله أنا بخير، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً