الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

النهي عن ترك النكاح رغبة عنه أو تبتلا

السؤال

ابن عمي لا يريد أن يتزوج أبدا.
رغم التزامه الديني بأركان الاسلام و حسن خلقه و محبة الناس له, حتى أنك لا تستطيع أن تعيبه في شيْ. لكنه و مع بلوغه الواحد و الثلاثين يرفض التحدث بهذا الموضوع و يقول إنه لا يأبه حتى لو مات على هذا فظروف الأمه تختلف عنها في زمن الرسول صلى الله عليه و سلم. أي أن قصده أن الناس امتهنت شرف الزواج الرفيع و أدخلت الماديات في كل شيء و يقول إنه لو كان يعيش الرسول بيننا لتزوج مرة و اثنتين و ثلاثة و حتى أربعة و لكنه غير مكترث الآن. فما العمل؟
علما بأننا حاولنا معه شتى الطرق و الوسائل و هو يفقه الكثير في الدين و يعلم خيرات الزواج و فضله و لكن يبدو أنه يعاني من مشاكل تعرض لها في طفولته نتيجة فقدان و الدته في سن الأربع سنوات و تعذيب زوجات الأب له!

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن تركه راغبا عنه أو مترهبا فقد ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك ما جاء في الصحيحين: عن أنس رَضِيِ اللَّهُ عَنْهُ قال: <جاء ثلاثة رهط إلى بيوت أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم يسألون عن عبادة النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم فلما أخبروا كأنهم تقالوها وقالوا: أين نحن من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم وقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر. قال أحدهم: أما أنا فأصلي الليل أبداً. وقال الآخر: وأنا أصوم الدهر ولا أفطر. وقال الآخر: وأنا أعتزل النساء فلا أتزوج أبداً. فجاء رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم إليهم فقال: أنتم الذين قلتم كذا وكذا؟ أما والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له، لكني أصوم وأفطر، وأصلي وأرقد، وأتزوج النساء؛ فمن رغب عن سنتي فليس مني.

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التبتل، وهو الانقطاع للعبادة والإعراض عن النكاح ولم يأذن بالاختصاء وقطع شهوة النكاح به.

فلذلك ننصح بتذكير هذا الأخ بما سبق وترغيبه في الزواج وإزالة العائق النفسي بالحكمة واللين والترغيب في محاسن النكاح.

هذا كله إن كان يعلم أن هذا الأخ لديه القدرة البدنية على النكاح إما إن لم يكن كذلك فلا حرج عليه في ذلك.

وراجع للفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 3011، 72253، 75037.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني