الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزكاة قد تكون سببا في الشفاء

السؤال

ورثت مبلغا بسيطا من المال من والدي رحمهم الله و الآن أنا أعمل في دبي وقمت بخطبة فتاة واتفقنا على مهرها والذي يبلغ أكثر من نصف المال الذي ورثنه وكذلك أنا أشتري دواء عفاكم الله لعلاجي وتكلفته عالية جدا تبلغ حوالي 2500 درهم إماراتي وأنا أعمل منذ سنة ولم أستطع أن أجمع أي مبلغ مال لأتمكن من الزواج . هل أنا مطالب بدفع الزكاة من المال الذي ورثته من والدي علما أني أنا أحتاج مبلغا كبيرا لعلاجي شهريا والعلاج قد يستمر ل 5 أعوام أو أكثر؟ مع العلم الغلاء هنا فاحش؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المال الذي ورثته عن أبويك قد بلغ نصاباً فإنه يلزمك أن تؤدي زكاته، واعلم أن الزكاة لا تنقص المال بل تزيده وتنميه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم :ما نقص مالٌ من صدقة. أخرجه مسلم،

فعليك أن تخرج زكاة مالك وأنت طيب النفس قرير العين، وأن تعلم أن الله سيخلف عليك أضعاف أضعاف ما تبذله، قال تعالى: وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ. {سبأ: 39}.

واعلم أن من أسباب شفائك من مرضك – نسأل الله لنا ولك العافية – أن تخرج الزكاة وتكثر من الصدقات ففي الحديث: داووا مرضاكم بالصدقة. قال الألباني في صحيح الترغيب: حسنٌ لغيره.

ومهر خطيبتك ليس ديناً عليك الآن لأنك لم تعقد عليها، فإذا عقدت عليها استقر في ذمتك نصف المهر وإذا دخلت بها استقر في ذمتك المهر كاملاً، وحينئذٍ يخصم الدين الذي عليك من المال الذي عندك وتؤدي زكاة ما بقي إذا كان نصاباً كما هو مذهب الجمهور.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني