الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا تنظر المرأة إلى عورة المرأة

السؤال

أنا بنت في 23 من العمر مشكلتي أني أحب متابعة الأفلام الإباحية ورؤيةعورات النساء و ليس الرجال وذلك لإشباع شهوتي و الابتعاد عن الحرام مع العلم أني ملتزمة في ديني و الحمد لله... ما الحكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الله جل وعلا أمر المؤمنين أن يغضوا من أبصارهم فقال: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النــور:30}.

وأمر المؤمنات بذلك أيضا فقال: وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ {النور:31}.

فمن لم يغض بصره فقد خالف أمر الله وعرض نفسه لسخط الله ومقته، ومن سخط الله عليه فقد هلك.

وفتح المواقع الإباحية ومشاهدة ما لا يرضي الله تعالى حرام ويعتبر من زنا العين، ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كتب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدرك ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر.

وهو بريد الزنا وسبب الفجور والآثام. ومفسد القلب ومثير للشهوة، ولا يتصور فعله بقصد الابتعاد عن الحرام لا عقلاً ولا شرعاً، وإنما ذلك عذر مزعوم، وتأويل موهوم، لأن ما كان سبباً في شيء لا يمكن أن يكون صارفاً عنه، والنظر من أسباب الزنا بلا خلاف، وإلى ذلك الإشارة بقوله تعالى: قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ {النــور:30}

وأما قول السائلة: إنها تشاهد عورات النساء فقط وليس الرجال فهذا ليس بعذر ولا يخرج الفعل عن دائرة الحرام، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا ينظر الرجل إلى عورة الرجل، ولا تنظر المرأة إلى عورة المرأة، ولا يفضي الرجل إلى الرجل في الثوب الواحد، ولا تفضي المرأة إلى المرأة في الثوب الواحد. رواه الترمذي وصححه الألباني.

وغض البصر له فوائد عديدة ذكر بعضها العلامة ابن القيم في كتابه الداء والدواء, وأنا أنقل بعضها بتصرف واختصار, فمن فوائده : أنه امتثال لأمر الله الذي هو غاية سعادة العبد في معاشه ومعاده, ومن فوائده أنه يورث القلب أنساً بالله وجمعية عليه، كما أن إطلاق البصر يفرق القلب ويشتته ويبعده عن الله, ويقوي القلب ويفرحه كما أن إطلاق البصر يضعف القلب ويحزنه ويكسب القلب نورا، ويورث صاحبه فراسة صادقة يميز بها بين الحق والباطل،, ويسد على الشيطان مدخله إلى القلب, ويفرغ القلب للفكرة في مصالحه والاشتغال بها.

وعليه.. فيجب على السائلة الكف عن ذلك الفعل والتوبة منه، وللفائدة تراجع الفتاوى ذات الأرقام التالية : 10299، 26620 ، 1256، 2862 .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني