الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم قطع الإمام التلاوة لذكر الله

السؤال

جزاكم الله خيراً علماءنا ومشائخنا الكرام على هذا الموقع الممتاز والذي فيه من النفع الكبير الذي يعود على المسلمين أينما كانوا في العالم ويجيب على تساؤلاتهم بل وأيضا يكون نفقاً إسلامياً به من القصص والفوائد والتجارب ما يفرج الهم ويهدئ النفس.. وأريد جزاكم الله خيراً الإجابة على سؤال عن شيء حدث أمامي ولم أجد في نفسي جواباً له وهو: أننا كنا في صلاة العشاء ومع بداية الصلاة وفي الركعة الأولى عندما كان الإمام يقرأ القرآن وإذا بصبيان صغار يقلبون خشبة يوضع عليها القرآن فتحدث صوتا مزعجا قطع خشوع الإمام بالقراءة فحينها قطع الإمام القراءة وقال لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل وبعد نهاية الصلاة سأله بعض المصلين لم فعلت هذا على أساس أنه لا يجوز في اعتقادنا، فرد قائلا سمعت أحد أئمة الحرم وهو الشريم قالها أثناء قراءته للقرآن وفهمنا من رده أنه لا مشكلة في ذلك ما دام أن أحد أئمة الحرم قد فعلها لا سيما أنه من علماء الأمة الذين يقتدى بهم، والآن أحببت أن أقطع الشك باليقين بعدما تفتوني في ذلك؟ وجزاكم الله عنا خير الجزاء وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا شك في أن هذا الكلام الصادر عن هذا الإمام مما لا تبطل به الصلاة، لأنه ليس من كلام الناس، وإنما يبطلُ الصلاة كلام الناس، وهذا ذكر لله عز وجل فلا يبطلها، يبقى النظر في مدى مشروعية هذا الذكر، فالجمهور على أنه لا يشرع أن يذكر الله بخلاف الأذكار المشروعة في الصلاة، فلا يشرع عندهم حمد الله لنعمة تحدث، ولا التعوذ عند سماع نهيق الحمار ونحو ذلك، واستدلوا بعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إن في الصلاة لشغلا. رواه أبو داود وغيره وصححه الألباني.

ويرى شيخُ الإسلام رحمه الله: أن كل ذكر حضر سببه في الصلاة فإنه يأتي به، واستدل بما في صحيح البخاري من حديث سهل بن سعد حين حمد أبو بكر الله إذ أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت في مكانه، وقد صح أن النبي صلى الله عليه وسلم أقر العاطس على حمده الله في الصلاة وغير ذلك مما في معناه. وعلى كلٍ فصلاة الإمام والمأمومين صحيحة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني