الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ليس للخاطب سلطان على مخطوبته قبل العقد عليها

السؤال

أنا فتاة مخطوبة, عندما تقدم إلي خطيبي في أول مرة قلت له إني أريد أن أعمل, ثم هو قال لا مانع عندي في عملك -والكلام كان على بعد الزواج- ... ثم بعد أن حدث بيننا كلام قال إنه يرفض ذلك رفضا تاماً، ولكنه قال ذلك في البداية استرضاء لي، فما كان مني إلا أن تنازلت أنا أيضا عن رغبتي في العمل، ثم حدث أن اتفقنا على ذلك أيضا أمام أهلي، ونظراً لأني أعيش مع أخي فقط, وأقضي معظم اليوم وحدي لا أكلم أحداً إلا هاتفيا ولا أرى أحداً فإنني أعاني من الوحدة الشديدة والتي لها تأثير سلبي شديد عليّ في كل النواحي حتى النواحي الإيمانية, وأعاني من الفراغ الشديد... وأقضي معظم اليوم نائمة، ففاتحت خطيبي في موضوع العمل مرة أخرى فكان يرفض لأسباب مختلفة, ويرى بذلك أنني أخلفت وعدي معه لأني أفاتحه في الموضوع من جديد، وكل ما أريد هو أن أعمل فترة الخطوبة فقط ولكن بعد الزواج فلن أعمل وسأظل على وعدي معه، لكن أنا أحس أني سأفقد عقلي من وحدتي والله فعلا أحس بذلك وهذه ليست مبالغة مني... فأنا أقضي طول اليوم وحدي تماماً، وقد عرض علي العمل في جمعية شرعية لتحفيظ القرآن أعمل على تلقي طلبات المتقدمين من النساء والرجال -والرجال ندرة والله قليلون جداً- يعني تعتبر كلها نساء... كلمت خطيبي في الأمر فقال إنه عمل مختلط! فهل هذا العمل جائز شرعاً أم أنه حرام، مع العلم بأنني سألتزم فيه بكامل حجابي ونقابي ولا يحدث خلوة مع أحد وأنا في المكتب ليس معي رجل يعمل معي مثلاً ولا شيء من ذلك... فقط مدير المعهد رجل والدكاترة المحاضرين4 رجال والتعامل معهم في أضيق الحدود... فهل هذا العمل شرعي، وهل إذا كلمت خطيبي فيه أكون أخلفت وعدي معه، وهو لا يشعر بي ولا بما أعاني... مع العلم بأن خطوبتنا ليست عقداً.... وأعرف أنه ليس ذلك من حقه.. ولكن آخذ رأيه تطيبا لخاطره واستدواماً للمودة بيننا، مع العلم بأن أخوالي ينفقون علي, وأنا أستحي أن أطلب منهم كل شيء, والراتب الذي قد آخذه من عملي بالتأكيد سيفيدني ماديا في احتياجاتي التي أستحي أن أطلبها من أخوالي جزاهم الله خيراً... رجائي لكم... هل من الممكن بيان الرأي الشرعي وتوجيه كلمة لخطيبي بمخاطر الوحدة والفراغ كي يحس بي قليلا؟ جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فليس للخاطب سلطان على مخطوبته قبل أن يعقد له عليها، فليس من حقه منعها من العمل، ولا يلزمها طاعته إن أراد منعها منه، ولو كان قد اشترط عليها ترك العمل بعد الزواج، إذ لا تلزم طاعته إذا منع من الخروج بعد العقد وتسليم الحال من المهر وأداء ما عليه لها من النفقة، لأن الطاعة إنما تجب للزوج والخاطب ليس كذلك.

وأما بخصوص عملك في جمعية التحفيظ هذه فإن كان لا يترتب عليه محظور شرعي من اختلاط محرم ونحو ذلك فلا حرج عليك في الالتحاق به، وأما إن كان يترتب عليه شيء من المحظور الشرعي فلا يجوز لك الالتحاق به، وسلامة الدين أولى خاصة وأنك مكفية من قبل أخوالك كما ذكرت، ثم إننا ننصح بالمبادرة إلى إكمال الزواج ليتولى زوجك الإنفاق عليك ويزول الإشكال، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 19453.

وننبه إلى أن الأصل قرار المرأة في بيتها، فذلك أولى لها وأحفظ لدينها وعرضها، وما تشعر به من فراغ ووحدة وملل يمكنها معالجته بشغل نفسها بما ينفعها من أمر دينها ودنياها، وقد توفرت الآن من الوسائل النافعة ما يمكن أن يتحقق به ذلك، كما أنها يمكنها أن تلتحق بحلقات تحفيظ القرآن إن وجدت أو الاتفاق مع بعض الأخوات الصالحات على برنامج لحفظ القرآن وتعلم العلم ونحو ذلك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني