الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زكاة المال المدخر للعلاج والنفقات الشخصية

السؤال

أنا أم لولدين معوقين عقليا لا يستطيعان خدمة أنفسهم، المهم والدهم يتعالج من السرطان وأنا أيضا صاحبة أمراض.
لنا مبلغ من المال وقد بلغ النصاب وزكيناه الحمد لله ونحن ندخر هذا المال لعلاجنا لأننا نصرف مبالغ كبيرة على الأدوية وكشفيات الأطباء فهل نزكي هذا المبلغ كل سنة أو ما ذا نفعل وهل يجوز دفعه لأولادي العجزة علما أننا لا معيل لنا سوى زوجي ولا نعلم ماذا ينتظرنا للأيام القادمة وكما أخبرتكم أن كل ليرة أوفرها هي لهذين الولدين وليس لنا مدخول آخر ولا معيل فنحن ليس لدينا أبناء غيرهم ولكن لنا الله سبحانه وتعالى، أما عمر زوجي فاثنان وخمسون سنة قد قارب على التقاعد ولا معيل لنا إلا الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله لكِ ولولديكِ وزوجك الشفاء العاجل، وأن يفرج كروبكم وكروب المسلمين، واعلمي أيتها الفاضلة بارك الله فيكِ، أن العلماء مجمعون على أن المال إذا بلغ نصاباً وجبت زكاته في كل حول حتى ولو كان مدخراً للنفقات الشخصية، كالمطعم والمشرب والدواء، ولذا فالواجبُ عليكم زكاة هذا المال كل سنة ما دام قد بلغ النصاب وهو يساوي: 85 جراما من الذهب الخالص. أو : 595 جراما من الفضة الخالصة تقريباً، ولا يجوز دفع الزكاة لهذين الولدين لوجوب نفقتهما على أبيهما.

واعلمي أيضاً أن الزكاة لا تنقص المال بل تزيده وتنميه فقد قال صلى الله عليه وسلم: وما نقصت صدقة من مال. رواه مسلم.

والزكاةُ والصدقة سببٌ بإذن الله في الشفاء من الأسقام وعلاج الأمراض، فقد قال صلى الله عليه وسلم: داووا مرضاكم بالصدقة. حسنه الألباني.

فأكثروا من الصدقة ولا تبخلوا بإخراج الزكاة لعل ذلك يكون سبباً في إزالة ما بكم من الضر، ونذكرك بأنه لا ينبغي الحزن والقلق على المستقبل ، فالمسلمُ لا بد وأن يكون كامل التوكل على الله، تام اليقين بما في يدِ الله، والله عند ظن العبد به، فأحسنوا ظنكم بربكم وأخلصوا في التوكل عليه، ولن تروا منه جل شأنه إلا كل خير، فهو عز وعلا أرحم بعبده من الأم بولدها، نسأل الله أن يجنبنا وإياكم كل مكروهٍ وسوء.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني