الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلزم المفتي في المعاملات المالية الحديثة الدراسة في كليات التجارة

السؤال

أرجو أن تخبروني من منكم درس التجارة الإلكترونية أو أخذ تخصصا فيها؟ من منكم يعرف الفرق بين التسويق الهرمي و الشبكي؟ من منكم تخصص وأعطى من وقته و جهده في سبيل الله تعالى و قال أنا سأدرس هذا العلم لأنه يدرس في كل الجامعات الآن و أرقى الجامعات في كل أنحاء العالم؟ و قال سأعطي من وقتي لله و أدرس الأمر من كل جوانبه وأرقى الفروق بين هذا النوع و النوع الآخر لأنني بصراحة لا أدري ماذا أقول ولكن سأقول لكم أرجوكم يا شيوخنا اتقوا الله فينا و في أنفسكم ليتخصص منكم طائفة بالأمر وهو علم شاسع وفيه أبواب كثيرة و لا أظن أن معظم شيوخنا الآن يعرفون عنه إلا ما يقال لهم على البريد الأكتروني من هذا وذاك ( يعني أن السائل هو الذي يعطيكم المعلومات و أنت تعممون على كل شيء تبعا لسؤال السائل لكم ) و ليس الأمر بالسهولة التي أفتي أنا أو فلان بأمر لا نعلم معظمه هل إذا استدرككم السائل فإنكم تجيبون على سؤاله وتعممونه على كل الموضوع و تقولون إنكم تتقون الله يا شيوخي إن الأمر أعظم, الأمر أعظم عليكم أن تدرسوا الأمر فإن والله من يقرأ فتاواكم عن التسويق الشبكي وله أدنى اطلاع على الأمر من الناحية العلمية سيقول إنكم تفتون في ما ليس لكم به علم لأنكم تخلطون الأمور خلطا غريبا فالتسويق الشبكي عندكم هو الهرمي وبعضكم يرى الحرمة في شكل الهرم ( فأي شيءهرمي هو حرام ما هذا يا إخوتي أتقو الله ارجعوا أنتم إلى فتواكم المرقمه: 35492 اقرؤوها جيدا ما هذا يا شيوخنا (فبعد الاطلاع على برنامج التسويق الشبكي أو الهرمي تبين أنه لا يجوز الدخول فيه، ولا دلالة الغير عليه فبعد الاطلاع؟ و ليس الدراسة؟ أمر يهم العالم كله وتقولون بعد الاطلاع!!!!!!! غريب قليلا أليس كذلك؟ وأيضا برنامج التسويق الشبكي او الهرمي التسويق الشبكي فيه أكثر من ثمانية فروع أما الهرمي فهو جزء فقط من التسويق فلا يجوز استخدام أو في هذا الموضع غريب جدا أليس كذلك ماذا يقصد بهذا هل يقصد انه اطلع على الشبكي أم الهرمي و ما هي مصادر اطلاعه أم يقصد أن الهرمي هو نفس الشبكي والله لا أدري ماذا يقصد من كلامه أليس من المفروض أن تكون فتاواكم مزيلة للشبهات أما هذا الكلام فهو شبه بحد ذاته أليس من الواجب عليكم أن تدرسوا الأمر حتى على الأقل عندما يقرأ أي إنسان الأمر يعرف أنكم لديكم بعض الإلمام بالأمر أما بهذه الصورة و كأنكم في واد والعالم أجمع في واد فليس صحيحا اتقوا الله تعالى و أرجو أن أكون أنا مخطئا، وأرجو أن يقول لي أحدكم نعم لدينا شيوخ درسوا هذا العلم دراسة و ليس من فتاوى السائلين، أسأل الله تعالى أن يوفقنا جميعا للصواب آمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يلزم المفتي إذا سئل عن مسألة من مسائل التجارة الالكترونية أو التقليدية أن يذهب أولا ليتخصص في هذا العلم ويدرس في كليات التجارة والاقتصاد ثم بعد ذلك يحق له الفتوى، فهذا لم يقل به أحد ممن يعتد بقوله، وما زال العلماء والمفتون يفتون في هذه المسائل وغيرها بعد أن يطلعوا على حقيقتها بالنظر فيها أو بسؤال السائل عنها فيجيبوا بحسب ما ظهر لهم، فالفتوى تحتاج إلى نوعين من الفهم:

النوع الأول: فهم واقع المسألة وحقيقتها وهذا يمكن التوصل إليه بدون التفرغ والتخصص في هذا العلم المتفرع عن المسألة، ولكن بالاطلاع وسؤال أهل التخصص.

النوع الثاني من الفهم: فهم حكم الله تعالى وهو فهم الواجب في الواقع.

كما لا يلزم أن يحيط العالم بكل تفاصيل المعاملة حتى يتوصل إلى الحكم عليها؛ بل مجرد وجود بند أو شرط أو عقد محرم في فرع منها أو في جزئية من جزيئاتها كاف في المنع منها أو إبطالها أو المطالبة بتصحيحها.

وأما موضوع التسويق الشبكي فيصح تسميته أيضا بالتسويق الهرمي، ولا مشاحة في الاصطلاح إذا كان يصدق عليه نفس الوصف، والتسويق الشبكي يصح تشبيهه بالهرم حيث يكون في قاعدته أشخاص كثيرون وينتهي بشخص واحد لا يجد من يسوق له المنتج لأنه كما هو معروف في الاقتصاد وعالم التسويق أن لكل منتج درجة معينة من المبيعات تبلغ السوق بعدها درجة التشبع فيتعذر بعدها تحقيق أي مبيعات إضافية ومن ثم يتعذر نمو الهرم بعدها.

وهنا نجد المستويات الأخيرة في هذا الهرم خاسرة لأنها تعجز عن استقطاب عملاء جدد، وبهذا الفهم حكمنا على التسويق الشبكي أنه محرم لأن الأغلبية الساحقة خاسرة لمصلحة القلة القليلة.

وقد صدرت كتب ودراسات إسلامية وغربية تحذر من هذا البرنامج لما فيه من الغش والاحتيال على الجمهور وننصح السائل بقراءة بحث د. سامي السويلم الباحث في الاقتصاد الإسلامي بهذا الشأن، وبحث أستاذ الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر الدكتور حسين شحاتة أيضا، وللعلم فكلاهما أطلق على هذا النوع من التسويق اسم الشبكي أو الهرمي، وهما من المتخصصين في هذا المجال.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني