الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من حرم من الزكاة في فقره هل له منعها في غناه

السؤال

أنا كنت من عائلة فقيرة جداً ولم نتلق صدقة من أحد ولا زكاة من أحد وكنا بأمس الحاجة لها، وأنا الآن غني بفضل الله فكيف أدفع زكاة ولم يعطني أحد زكاته عندما كنا بحاجة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فوجوب الزكاة أمر ثابت بالكتاب والسنة والإجماع، وهي عبادة يتعبد المسلم بها ربه عز وجل، وكل تأويل في منع أدائها تأويل فاسد، وقد تأول مانعو الزكاة في عهد أبي بكر رضي الله تعالى عنه قول الله تعالى: خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِم بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {التوبة:103}، فقالوا: إن ذلك لا يتأتى لغير النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقم دليل على قيام غيره في ذلك مقامه. فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لقاتلتهم على منعه.

فقول السائل (كيف أدفع زكاة ولم يعطني أحد زكاته عندما كنا بحاجة) تأويل فاسد وحجة واهية، فالزكاة عبادة وليست مكافأة، ثم إن الذين منعوه الزكاة هم الأغنياء وليس الفقراء، وهو بمنعه الزكاة سيحرم منها الفقراء، والأجدر به أن يكون مسارعاً في إخراجها لأنه قد ذاق مرارة حرمان الفقير من حقه من الزكاة، فننصح الأخ بإخراج زكاة ماله طيبة بها نفسه، فإنها ركن من أركان الإسلام، ومنعها كبيرة من كبائر الذنوب، وفيها زكاة ونماء للمال، وشكر للمنعم سبحانه الذي أغنى بعد الفقر والحاجة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني