الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القاضي الشرعي يتولى عقد النكاح بدلا من الولي الفاسق

السؤال

تعرضت يا شيخي للتحرش الجنسي منذ نعومة أظافري على يد إخواني وعندما كبرت تعرضت لها من والدي واستمر الأمر حتى بلغت 30 عاما كان في بادئ الأمر يقول لي إنه يريد أن يدربني على أن أكون قوية كنت في سن صغيرة ولثقتي بوالدي لا أعترض وعندما وصلت سن المراهقة كان الأمر كي لا يتزوج على والدتي مدعيا أنها لا تعطيه حقوقه و استمر الأمر حتى تخرجت من الجامعة وكنت أتكلم معه أن يتوقف عن هذا الأمر لكن لم يقتنع مما جعل الأمر بقوة وعنف يصل حد العراك ولكن اكتشفت أني فقدت عذريتي في سن المراهقة لما رأيت الدم يخرج, عندما تخرجت التقيت بشاب عبر النت وتعرفت عليه وأحببنا بعضنا ولكن هو متزوج وله أولاد وإذا جاء لخطبتي لن يوافق والدي علما بأنه يرفض كل من يتقدم لخطبتي إن كان كفئا أم لا ويقول كيف يمكن أن يستمتع بك غيري لا بد أن أستمتع أنا أولا، أدركت أن إخواني ووالدي ليسوا طبعيين المشكلة هي أني الآن أريد الزواج بهذه الشاب ولكن قررنا أن أترك البيت دون علم أهلي وأسافر معه وأتزوج خارج البلاد في أحد أسفارنا بالخارج والعيش هناك مع العلم أني سأوكل شخصا من طرف الشاب كي يزوجني له, يا شيخي الجليل أتمنى أن ترشدني للصواب فأنا في غاية الحيرة و الآلام لما يحدث معي ولما وقع علي من ظلم, أنا أرى أن والدي بعد ما فعل بي ما فعل ليس له حق الولاية علي في تزويجي ممن أحب وأرضى دينه وأخلاقه، مع العلم أن الشاب قد أطلعته على كل شيء بدر من أهلي حتى لا أكون كاذبة، وقد ارتضيت بعد كل ذلك وقال لي إنه لا يكترث بأهلي وأنه مازال يريدني زوجة له في الحلال.... أرجوك يا شيخي أغثني فليس لي بعد الله إلا أنت، أريد منك المشورة والرأي السليم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا حول ولا قوة إلا بالله، فمن يصدق أن مثل هذا يحدث في مجتمع مسلم لا يخفى على المسلم فيه حرمة الزنا بالأجنبية فضلا عن الزنا بواحدة من المحارم بل من الأب مع ابنته، فلا شك أن هذا جرم عظيم وخطأ جسيم.

ولا ندري ما الذي جعلك تكتمين هذا الأمر هذه الفترة كلها، فقد أخطأت من هذه الجهة، وأخطأت أيضا من جهة إخبارك هذا الشاب بما حدث لك، والواجب كتمان مثل هذا كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم، وراجعي الفتوى رقم: 8417.

والذي ننصحك به أولا هو المبادرة إلى الانتقال من بيت أبيك إلى بيت أحد أقربائك كأحد أعمامك، وإن خشيت أن يلحقك من والدك ضرر فالجئي إلى الجهات المسؤولة ليحموك من شره.

وأما ولاية النكاح فإن الراجح عندنا أن الفسق لا يسقط ولاية النكاح إلا إذا كان الفسق يتعلق بخيانة الأمانة، وقد بينا هذا بالفتوى رقم: 69494 .

وعلى هذا فإن كان والدك على الحال الذي ذكرت فإنه لا يصلح أن يتولى تزويجك ولو وافق على زواجك من الكفء كيف وهو يرفض تزويجك أصلا، فننصحك بأن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي أو من يقوم مقامه ليزوجك أو يوكل من يزوجك سواء كان ذلك داخل بلدك أو خارجه، فالسلطان ولي من لا ولي له .

هذا مع العلم بأنه لا يجوز لك السفر من غير محرم إلا إذا اضطررت لذلك، فيمكنك أن ترفعي أمرك للقاضي الشرعي في بلدك فإن زوجك من هذا الرجل فسيكون سفرك مع زوجك.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني