الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

له مال بلغ النصاب فكيف يزكي ما يكتسبه أثناء الحول

السؤال

لدي مبلغ من المال بلغ مقدار النصاب في شهر المحرم السابق، ولكني أقرضته تقريباً شقيقتي ولم يتبق منه سوى 500 جنيه فقط، وأعادته لي بعد حوالي شهرين لا أذكر بالتحديد، والمبلغ يزداد بفضل الله تعالى كل ثلاثة أو أربعة أشهر بقيمة ليست ثابتة. فكيف أخرج زكاة هذا المبلغ ؟
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان المال قد بلغ النصاب في شهر محرم فإن زكاته تجب شهر محرم من السنة القابلة، فتخرج ربع العشر من جميع مالك الزكوي، ولا يتأثر النصاب والحول بموضوع الإقراض، بما أن ما أقرضته رجع إليك أثناء الحول.

وبالنسبة للمال الذي تكسبه كل ثلاثة أو أربعة أشهر فالظاهر من سؤالك أنه من نماء ذلك المال وعليه فتزكيه معه عند تمام حوله، أما إن لم يكن من نماء الأول كأن كنت تستفيده من طريقٍ آخر، كهبةٍ أو راتبٍ تقبضه أو نحو ذلك، فإنكَ تُزكيه مع مالك عند أبي حنيفةَ، وتجعل له حولا مستقلاً في قول الجمهور، وقول الجمهور هو الصحيح لحديث: من استفاد مالاً فلا زكاة عليه حتى يحول عليه الحول. أخرجه الترمذي وغيره.

وهذا الحديث وإن صحح الحفاظُ وقفه لكنه رويَ عن جماعة كثيرة من الصحابة رضي الله عنهم، والعمل بأقوالهم أولى.

وإن شق عليكَ الحساب فلا حرج عليكَ من العمل بقول أبي حنيفة، لأن غاية ما فيه تعجيلُ الزكاة في أثناء الحول، وهو جائزٌ عند الجمهور، ولمزيد الفائدة انظر الفتويين رقم: 111117، 104394.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني