الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

أنا فتاة في ال26 من عمري، تمت خطبتي من شخص لا أعرفه، ووافقت لمجرد أن اتضح أنه شخص على خلق بعد السؤال عنه، ولكن بعد العقد ومعرفتي له اتضح أنه شخص لا مبال وغير مسؤول، ووصلت إلى مرحلة أني لا أطيق التكلم معه، أو التعامل معه، و بدأ بإهمالي، وقد تمر أيام ولا أعرف عنه شيئا، وعندما حاولت التقرب منه اكتشفت أنه على علاقة بفتاة أخرى، فوصلت إلى مرحلة أني لا أطيق النظر في وجهه، مع العلم أني لاحظت أنه تتوفر فيه خصلة الكذب، وأهلي يرفضون أن أتطلق لأني كبيرة، وهذا نصيبي ويجب أن أصبر، وقد لا أجد أحدا يتزوجني. إذا عارضتهم وطلبت الطلاق هل علي شيء في ذلك، مع العلم أنه تم العقد دون الدخول؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا يجوز للزوجة أن تطلب الطلاق من غير سبب مشروع، فعن ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أَيُّمَا امْرَأَةٍ سَأَلَتْ زَوْجَهَا الطَّلَاقَ مِنْ غَيْرِ مَا بَأْسٍ فَحَرَامٌ عَلَيْهَا رَائِحَةُ الْجَنَّةِ. رواه أحمد وصححه الألباني.

أمّا إذا كان طلب المرأة الطلاق لسبب مشروع كظلم الزوج لها، أو فسقه وفجوره، فلا حرج عليها، وانظري الفتوى رقم:37112.

فالذي ننصحك به هو أن تتريثي في طلب الطلاق ولا تتسرعيّ، وتتشاوري مع أهلك، فإنّ الغالب أنّ الأهل يحرصون على ما فيه المصلحة، وتحاولي نصح زوجك ومصارحته بأسباب نفورك منه، برفق وحكمة، مع الاستعانة بالله وكثرة الدعاء، واجتهدي في إعانته على تقوية صلته بربّه، وحثه على مصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذكر، وسماع المواعظ النافعة، فإذا لم يظهر منه تحسّن في أخلاقه وسلوكه، فلا حرج عليك في طلب الطلاق، ولا تأثمين بمخالفة أهلك في ذلك، فإن طاعة الوالدين لا تجب فيما فيه ضرر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني