الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصداقة بين الجنسين باب شر وفساد عظيم

السؤال

جزاكم الله خيرا على هذا الموقع الجميل والمفيد.
أرجوكم يا إخواني القائمين على الموقع أن تشيروا علي ماذا أفعل فأنا الآن حائرة، وأرجو منكم إجابتي في أقرب وقت ممكن إذا سمحتم: أنا فتاة عمري 22 سنة، كعادة كل الفتيات تعرفت على شاب ولكن لأني كنت أعرف الله وأعلم حدوه، ولأني كنت أخافه أخبرت ذلك الشاب بأني أحبه وأنا لم أخبره من أكون لأني فتاة أخاف على سمعتي ولأنك غير متزوج أعرض عليك نفسي إذا قبلت وإذا لا أتركك بسلام والله شاهد على كلامي، كنت أعي ما أقول، وكنت أنوي فعلا تركه لو قال لي لا، ولكن لما عرفني من أكون ولاسيما هو صديق أبي وأبي يحبه جدا-لا تظن بأنه كبير جدا لا عمره 29- ولما عرفني فرح فرحا شديدا، وقال لي أن نكون صديقين فقط وأنا وافقت على ذلك فقط أصدقاء لا غير، ولكن قبل موافقتي أخبرت أخي بأن يذهب ويسأل لي عنه بطريقة غيره مباشرة، كيف هو في السوق؟ و ما ذا يقول الناس عنه، رجع لي أخي وقال بأن الكل مدحه، وأنه ممن يصلون بالمساجد ويقيمون حدود الله، والكل يشهد على أخلاقه، أنا فرحت جدا وعرفت أنه بسبب أخلاقه وبسبب أبي لن يحدث بيننا أي سوء فقط أصدقاء، أحتاج إليه يساعدني بجلب احتياجاتي الدراسية كصديق فقط، بقينا هكذا وبدون أي كلام غزل أو أي شيء، ولكن بدأ هو شيئا فشيئا أحس بأنه يغازلني أو يقول لي كلاما فيه غزل، أخبرته بأن هناك من يأتي لخطبتي كنت أكذب ولكن فقط لكي أعرف صدق نواياه، كان يقول وافقي فأنا وأنت أصدقاء، فأقول في نفسي هذه أفكار الشيطان هو لن يفعل شيئا سوءا لي لأنه متدين ويخاف الله، ولكن مرة كنت أتحدث بصورة طبيعية عند أخواتي معه، ولكنه قال أريد منك إذا تريدين أن نبقى أصدقاء أن تتحدثي معي عندما تكوني وحيدة لأني أخجل من أهلك وافقت على طلبه بدون تردد، ومرة أخبرني بأنه يريد مقابلتي لوحدي في بيتنا-نحن عندنا بيت شتوي وبيت صيفي-أخبرته لا مشكلة أمام الشارع قل ما تريده، قال: طيب، ولكن عندما أتينا قال: لا، دعينا ندخل البيت أنا خفت قلت له: لا يجوز هذا، فذهب وهو منزعج مني وقال أنت لا تثقين بي، فلا تتكلمي معي، أنا أصلا لست من ذلك النوع من الشباب، ندمت ندما شديدا لأني أسأت الظن به، وقال لو أنه كان يريد فعل فاحشة هناك مليون فتاة بانتظاره، وأنه يقدر بماله أن يفعل ما يريد ولكنه يخاف الله، هذا كان رده لي فندمت لأني أسأت الظن به، فوافقت على طلبه، دخلنا للبيت وأخبرته ماذا يريد؟ ففجأة إذا به يمسكني ويفعل كل شيء، وأنا كنت مثل الخشب المسند واقفة متعجبة مصدومة. هل هذا الذي كان يدعي الدين والأمانة وال.......الخ. أنا لا أقول الذنب ذنبه، كل الذنب علي، ولكني كنت في عمر 19 سنة، ولم أكن أخرج من البيت أبدا أبدا، ولم أكن أعرف أي شيء، ولا حتى أعرف ماهو الشاب والفتاة، ولا أي شيء، كنت أظن أن الصداقة بينهما أمر عادي كباقي كل الصداقة، المهم الحمد لله حافظت على عذريتي وشرفي والتي عرفتها بعد ذلك اللقاء أن الفتاة لديها شيء يسمى العذرية والشرف، وحتى لم أدعه ينزع حجابي، وبعد ما خرجنا أتيت إلى البيت وأنا مصدومة ولا أدري أي شيء، اتصل بي وبطريقة عجيبة غريبة أقنعني بأنه شيء عادي، لاسيما أنه يعرف أني فتاة غبية ليس لي أي تطلع على هذه الأشياء، بقينا مع بعض ودائما يأخذني ويخرجني معه ويشتري لي الهدايا، تعلقت به تعلقا شديدا، أصبحت أكثر حبا له حتى إنه أحيانا كان يشرح لي المواضيع الدينية. لا أدري كيف؟ هي شخصيته، وفجأة يوما ما من أمي عرفت أنه خطب فتاة واتصلت به لكي أتأكد، قال لي: نعم أخبرته ولم فعلت بي ذلك، ولما اشتريت لي الهدايا ولم ولم.....كان جوابه إنه لم يخطط أن يحبني ولكنه أحبني وطلب مني عدم الاتصال به، وهكذا تركني، وافقت على طلبه لأن زوجته ليس لها أي ذنب، وأنا دخلت النت وسألت، عرفت أني كنت أذنب فتبت إلى الله وعزمت على عدم العودة إلى أي فعل يغضب الله، ولكني تفاجأت أنه يوم عرسه اتصل بي، ومنذ ذلك اليوم كل يوم يتصل بي ويطمئن علي، أنا منذ 4 أشهر أدعو وأقوم الليل وأسأل الله أن يريني الحق وأن يبعده عني إذا كان يغضبه، ولكن دائما أرى أنه يرجع لي وأن الله سيرده إلي، والحب الذي أكنه له مازال كل يوم يكبر شيئا فشيئا، وأنا لست مرتاحة أبدا ولا أدري ماذا أفعل الآن ؟ هل أنا الآن أيضا أعصي الله ؟هل الله غاضب علي؟ أشيروا علي بارك الله فيكم؟ هل كان الذنب ذنبي أو ذنبه؟ هل هو ظلمني كما أنا أظن؟ وكيف أدعو الله؟ وكيف أفعل الآن ؟ وكيف أتوب إليه من ذنبي هذا؟ ولكم مني جزيل الشكر ولن أنسى الدعاء لكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالواجب عليك قطع كلّ علاقة بهذا الشاب، فإنّ محادثتك له بهذه الصورة معصية لله، واعلمي أنّك أذنبت وظلمت نفسك بتفريطك وتهاونك في حدود الله مع هذا الشاب، فعليك أن تتوبي إلى الله ممّا كان بينك وبينه من الأمور المحرّمة. والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، واعلمي أنّ ما فعله هذا الشاب معك يدلّ على رقة دينه وفساد خلقه وجرأته على انتهاك المحارم والعبث بالأعراض، فعليك أن تزيلي من قلبك التعلّق به بقطع كلّ علاقة به وعدم الاسترسال مع الأفكار والخواطر، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة، والحرص على تقوية صلتك بالله، بتعلّم أمور الدين و الحرص على صحبة الصالحات، مع كثرة الدعاء أن يعصمك الله من الفتن و أن يرزقك بالزوج الصالح.

واعلمي أن ما يعرف بالصداقة بين الشباب والفتيات هو أمر لا يقرّه الشرع، وهو باب شر وفساد عظيم، وانظري الفتوى رقم: 1072. وليس الأمر كما ذكرت من أنّ التعارف مع الشباب هو عادة كلّ الفتيات، وإنمّا كثير من الفتيات بفضل الله صالحات بعيدات عن الاختلاط المحرّم بالشباب قد عصمهنّ الله من الفتنة وجملهنّ بالحياء والعفّة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني