الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علق طلاق زوجته على زيارة صديقتها أو الكلام معها

السؤال

لزوجتي صديقة تعيش في بلد آخر-مصر- وهذه الصديقه لا أحبها ولا أريد أن تخالطها زوجتي بسبب تداولها أخبار الناس والحديث فيها. حلفت على زوجتي أن تكون طالق إذا كلمت هذه الصديقه أو زارتها. زوجتي تنوي زيارة أهلها-في مصر- وأنا أخاف أن يقع الطلاق إذا رأت زوجتي صديقتها بالصدفة أو عن قصد. فماذا أفعل لأبطل يمين الطلاق قبل ذهابها لزيارة أهلها؟ جزاكم الله كل خير. للعلم أني لم أكن غضبان وكنت واعيا لما أقول.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كنت قد علقت طلاق زوجتك على زيارة صديقتها المذكورة أو الكلام معها، فإن لم يحصل بينهما كلام أو زيارة فلا يقع طلاق ولو رأتها فجأة دون قصد، وإن حصل كلام بينهما أو زيارة فيقع الطلاق عند جمهور أهل العلم بمن فيهم المذاهب الأربعة خلافاً لشيخ الإسلام ابن تيمية القائل بلزوم كفارة يمين إذا لم تقصد طلاقاً وإنما قصدت التهديد أو الزجر مثلاً.

ولا يمكنك إلغاء هذا الطلاق المعلق أو إبطاله بل المخرج الوحيد من الطلاق -على القول به- هو تفادي الكلام والزيارة بين زوجتك وصديقتها إلا إذا كنت نويت كلاماً معيناً على هيئة معينة فإن العبرة بنيتك لأن نية الحالف تخصص العام وتقيد المطلق، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 19162، ورقم: 113997

مع العلم بأنك إذا حنثت في تعليق طلاق زوجتك، وقلنا بطلاقها فإن يمينك تنحل حينئذ، ولك مراجعتها قبل انقضاء عدتها إذا لم يكن هذا هو ثالث طلاق، وإن انقضت عدتها فلك أيضاً ارتجاعها لكن بعقد جديد تتوفر فيه جميع شروط صحة النكاح.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني