الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم العمل في إصلاح آلات تستخدم في الحلال والحرام

السؤال

أنا شاب متزوج ولي ولدان صغيران، عمرهما ثلاث سنين ونصف للأول وسنة ونصف للثاني. نسكن في باريس وعندنا غرفة واحدة مساحتها عشرون مترا مربعا منذ أربع سنوات، وهذا السكن الصغير والحمد لله على كل حال يسبب لي مرضا في كل شتاء. وهذا المرض يتعلق بالتنفس ويزول بسرعة مع الدواء ويتحسن حالي بالدواء. ولم نجد شيئا أوسع من ذلك بسبب كوني لا أعمل ونعيش على يد الدولة منذ ثلاث سنين تقريبا. تخصصي هو في إصلاح الكمبيوترات وإني رفضت عملا لعدم استطاعتي القيام بفريضة الجمعة بسببه. ثم رفضت عملا آخر لكونه في مجال السينما. والآن اقترح علي أن أعمل لإصلاح آلات مطعم هو المكدونالد وهذه الآلات تستعمل يقينا في طلب الزبائن للطعام مع العلم بأنه كثيرا ما يطلب الزبائن اللحم الحرام وأحيانا يُطلب الخمر الملعونة كذلك عبر هذه الآلات التي يطلب مني أن أصلحها. وكما تعرفون هم من المعينين لدولة إسرائيل بأموالهم. سؤالي هو هل يجوز لي أن أقوم بهذا العمل. هل الحاجة التي أنا فيها تبيح لي هذا المحرم لغيره ؟ ثم إن كان الحكم الجواز فهل يكون استعمالي من الراتب بقدر الحاجة فقط مع إنفاق الباقي في الجهات الخيرية مثلا أو يجوز أن أستعمل كل ما أتحصل عليه من الراتب علما بأن أهل العلم مثلكم نصوا على أن الحرام إذا عم الأرض جاز تناوله بقدر الحاجة فقط ؟ أطلب من فضيلتكم جوابا ببيان الأدلة ليطمئن قلبي. وأطلب منكم جوابا سريعا. جزاكم الله خيرا لأن الشركة تنتظر جوابي.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإما أن تعلم أن المطعم يستعمل الآلات في الحلال والحرام فليس لك إعانته على ذلك بالعمل في إصلاح هذه الآلات إلا أن تكون محتاجا لمثل هذا العمل وتنتفع بالأجر بقدر حاجتك.

وإما أن لا تعلم أنه يستعملها في الحلال والحرام فالأصل جواز العمل في إصلاحها وحل الانتفاع بالأجرة ، وراجع تفصيل هذه المسألة في الفتوى رقم: 60698.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني