الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل حرام شراء صور المغنيات يظهر فيها الوجه والشعر فقط وذلك لأنها المغنية المفضلة فقط وليس بغرض أي شيء آخر؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فلا ندري بأي المسألتين نبدأ، بمسألة الغناء، أم بمسألة صور المغنيات .. فإن كلا المسألتين مما يندى له الجبين، ولا يتناسب مع واقع الأمة الحزين .. ونسأل الله تعالى أن يغفر للسائل ذنبه، ويلهمه رشده، ويقيه شر نفسه ..

ثم ليعلم السائل أن الغناء المشتمل على الموسيقى أو الداعي إلى إثارة الغرائز أو أي نوع من أنواع المخالفات الشرعية يحرم استماعه من الرجل والمرأة بالإجماع، وكذلك غير المشتمل عليها إذا كان من امرأة لرجل ليس زوجا لها ولا محرما فلا شك في تحريمه ومنعه، كما منعتها الشريعة من الأذان للرجال، ورفع الصوت بالقراءة في حضورهم، وراجع في ذلك الفتويين: 987، 5282.

هذا ولو كانت المرأة عفيفة متحجبة لا يظهر شيء من عورتها، فما بالنا وحال المغنيات اليوم لا يخفى على أحد، تهتكا وفجورا، فلا شك أن صورهن لا يجوز مشاهدتها ولا اقتناؤها، فضلا عن شرائها.

وننبه السائل على أن أصل الصور الفوتغرافية لذوات الأرواح محل خلاف بين أهل العلم، وقد قدمنا أن القول بحرمة ما لا تدعو الضرورة أو الحاجة الملحة إليه من هذا النوع من التصوير، قول له حظ كبير من النظر، وتقدم النصح بعدمه؛ خروجا من الخلاف، واستبراء للدين، وبعدا عما يريب. كما سبق في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10888، 17712، 1935.

ومن مضار هذه الصور أنها تمنع دخول الملائكة للمنزل التي هي فيه كما هو مبين في الفتوى رقم: 1317. هذا إذا كانت الصور لا يبدو فيها شيء من العورات، أما إذا لم تكن كذلك فلا إشكال في حرمتها، لا سيما إذا كانت لمن تجاهر بالمعصية وتنشر وسائل الرذيلة وتشيع أسباب الفاحشة، وراجع الفتويين: 78556، 62850.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني