الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا ينبغي للزوج أن يندم على فراق الزوجة العاصية التي لا تعرف له حقه

السؤال

أرشدوني فتح الله عليكم أبواب الخير٠طلقت امرأتي وأنا نادم على ذلك، ولا أعلم إن كنت أحسنت أم أسأت في قراري، مع العلم أنني صليت صلاة الاستخارة مرارا وتكرارا قبل القدوم على الطلاق٠كانت امرأة ناشزا، حيث تسبني كل وقت، وقد غادرت غرفة النوم سنتين، وتمنعني منعا من التدخل في تربية ابنتي الصغيرتين، لا تحضر الطعام إلا نادرا، أقامت علاقات صداقة إما مع مسلمات فاسقات (متزوجات من فرنسيين حيث نقيم في فرنسا، لا يصلين ولا يصمن، بل إحداهن تدخن وتشرب الخمر) أو مع فرنسيات مطلقات وقد حذرتها من ذلك فلم تسمع٠ ثم إنها وجدت عملا رغم رفضي الشديد فلم تطع٠ كانت صلاتها على حرف، تؤديها حسب الهوى، لم تكن تقضي صوم رمضان إطلاقا رغم أمري لها بذلك، أصبحت تتهاون في حجابها شيئا فشيئا حتى لم يبق منه إلا القليل، بل هي الآن تتبرج٠ رفضت الحمل للمرة الثالثة لأنها قالت إن الحملين كانا صعبين عليها٠ كان من المستحيل أن أعاملها معاملة النشوز، حتى أنها أتت بالشرطة ضدي إلى البيت مرتين٠ مع العلم أنها حجت بيت الله معي في بداية زواجنا٠ والحقيقة هي التي كانت تطالبني بالطلاق دوما، الخ الخ هي تفسر كل ذلك بمعاملتي لها، تقول إنني لم أكن أهتم بها كثيرا، وهذا مبالغ فيه٠ بل الحقيقة أنها ندمت على طريقة حياتها كربة بيت فقط وكانت تأمل أكثر من ذلك٠وقد تزوجت منذ أيام من رجل يبدو أنها كانت على اتصال به عبر الأنترنت مع العلم أن الطلاق لم يصدر من المحكمة بعد، وأنا شاك أن عقد نكاحها لم يأت بالأركان كلها وقد نبهتها إلى ذلك فلم ترد٠مشكلتي أيها الإخوان لها وجهان:أولا: أشعر بالذنب والمسؤولية فيما حصل لهذه المرأة من تحول في دينها، ويشهد الله أنني بذلت لها النصح ثانيا: عندما علمت بزواجها صدمت صدمة لم أصدم مثلها أبدا، وغرت أيما غيرة وما زلت حتى أنني فقدت ٣ كغ خلال أربعة أيام والحمد لله على كل حال. وطلبي منكم أيها الإخوان أن تعطوني رأيكم في هذا الذي حصل، هل أحسنت أم أسأت، وهل هذه الغيرة الجامحة مذمومة أم ممدوحة، وأن تدعوا لي أن يخرج الله من قلبي حب هذه المرأة وبغضها بل وذكرها وأن يبدلني خيرا منها٠

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يفرج همك، وأن ييسر أمرك، وأن يرزقك زوجة صالحة وذرية صالحة تقر بهم عينك.

وإن كانت هذه المرأة على الحال المذكور فلا ينبغي أن تندم على فراقها، وكيف تندم على فراق امرأة عاصية لربها، ولا تعرف لزوجها حقه الذي أعطاه الله إياه من القوامة عليها قال الله تعالى: الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء {النساء:34}

وإن كنت قد بذلت لها النصح وسعيت في إصلاحها واستخرت الله عز وجل في طلاقها فقد أديت الذي عليك، فلا تتعب نفسك. واسأل الله عز وجل أن يرزقك غيرها من ذوات الدين والخلق.

وأما غيرتك على النحو المذكور ففي غير محلها، وعليك الاجتهاد في صرف قلبك عن التفكير فيها، وهنالك سبل لعلاج العشق بيانها بالفتوى رقم: 9360.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني