الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المرجع في استحقاق ثمن التذكرة هي الجهة المسؤولة

السؤال

سأعرض لحضرتكم قصة صارت معي وكسبت منها مبلغا من المال أرجو منكم إفتائي في المال الذي اكتسبته هل هو حلال أم حرام؟قامت إحدى المنظمات في بلدي باختيار مجموعة من الشباب والشابات ليقوموا بعملية التوعية والتثقيف في عدة أمور منها مفهوم الصحة الإنجابية ومرض الإيدز والعديد من المواضيع المهمة والنافعة للبلاد وتم بذلك اختياري بأن أمثل الفتيات في المنطقة التي أعيش فيها ولكن لا بد أن تحضر الفتيات من جميع المناطق المختارة إلى العاصمة لحضور دورة تدريبية لمدة يوم واحد فقط وبالنسبة للمنطقة التي أعيش فيها قررت المنظمة لي بأن أسافر بالطائرة لأن منطقتي تبعد عن العاصمة مسافة 8 ساعات بالطريق البري على أن تتكفل المنظمة بكامل مصاريف الطائرة لي وحدي فقط؟
ولكن ماذا عن المحرم فمن المستحيل أن تسافر بنت بمفردها بدون محرم معها اتصل أخي بمنسق المنظمة في منطقتي فقال له المنسق قم بشراء تذكرة باسم أختك على أن تكون التذكرة ذهابا وإيابا وفي اليوم التالي قم بالغائها واسترجاع نقودك مع خصم مبلغ بسيط جدا منها على أن تبقى التذكرة معك ثم أحضر مع التذكرة بطاقة تأكيد دخول الطائرة من شخص سبق له السفر بالطائرة إلى العاصمة بذلك يمكن لأختك استلام مبلغ مصاريف الطائرة وهذا المال يمكن أختك من السفر برا مع المحرم لها .
صراحة في البداية شعرت بأن هذا المال ربما يكون حراما لعدم استلامه مباشرة وإنما لا بد أن نقوم بهذه الخطة التي أخبرنا بها منسق المنظمة حتى هممت برفض المشاركة بسبب ذلك ولكن اتصل بأخي أساتذة آخرين في المنظمة وأخبروه بأن هذا المال مسجل باسم أختك في الكشف الصادر من المنظمة وما عليها سوى أن تحضر معها يوم اللقاء التذكرة وبطاقة ركوب الطائرة التي لم تركبها أصلا وبهذا تكون قد وفرت لها ولمحرمها مصاريف السفر برا فهذا المال مكتوب باسمها من قبل المنظمة ولها الحرية بالتصرف فيه وأخبروه بأنهم دائما ما يقومون بهذه الخطة للفتيات المشاركات في المنظمة التي تأبى دفع مصاريف الطائرة لمحرم الفتاة . قمنا بهذه الخطة وسافر معي أخي ووالدتي برا وبالمال الذي أخذته من المنظمة غطى كل مصاريف السفر برا وإيجار الفندق الذي نزلنا به وكذلك مصاريف الأكل والشرب وبعد العودة تبقى معي مبلغ بسيط جدا، مع العلم بأن العمل في هذه المنظمة هو عمل طوعي فقط وبدون راتب شهري في الحقيقة أنا لم أهتم لهذا الأمر وأنما أعجبتني فكرة التثقيف في المواضيع السابقة لأن بلدي بحاجة شديدة للتوعية في هذه الأمور .. الآن أرجو أن تفهموا قصتي وأرجو من حضرتكم أن تبينوا لي صراحة المال الذي اكتسبته بهذه الطريقة هل هو حلال أم حرام ؟ وإذا كان حراما فماذا يجب علي أن أعمله لأكفر عن ذلك ؟ لأني بصراحة أشعر بالضيق والتضجر كلما تذكرت ذلك ولم أعلم ما السبب... أفيدوني.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كانت المنظمة قد حددت المبلغ المسجل باسمك في الكشوف على أنه بدل تنقل بغض النظر عن الطريقة التي تتنقلين بها، وإن سميت الطائرة وسيلة للتنقل من باب ذكر الغالب دون تعيينها وتحديدها لاستحقاق المبلغ فلا حرج عليك في الانتفاع بما حصلت عليه منه.

وأما إن كانت المنظمة لا تصرف للعامل إلا ما سيصرفه في تنقله فعلا، إن كانت الطائرة صرفوا له تذكرة وإن كان بالسيارة صرفوا له ما يناسب ذلك، فلا يجوز التحايل لأخذ ثمن التذكرة لحديث: المسلمون على شروطهم.، وعلى من أخذ شيئا بتلك الحيلة أن يرده إلى الجهة المسؤولة عنه إن أمكن؛ وإلا صرفه في وجوه البر ومصالح المسلمين.

وبالرجوع إلى المنظمة يتضح الأمر إن كنت تستحقين ثمن التذكرة والتصرف فيه فلا حرج عليك، وإلا فإنه يلزمك رد ما زاد على التكلفة الحقيقية لسفرك كما مر بيانه. وللمزيد انظر الفتوى رقم: 118756.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني