الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

سؤال وتصديق من يتلقى المعلومات من الشياطين لا يجوز

السؤال

هل أصدق هذه المرأة؟ وما العمل إذا كان كلامها صحيحا؟
القصة طويلة ولكن باختصار تعاني عائلتى كلها من مشكلات عديدة، منذ 5 سنوات، فأختي طلبت الطلاق من زوجها وتتطلقت، أبي تعرض لمؤامرة في عمله و تعرض لظلم كبير، أنا طلقت زوجتي، تركت عملي منذ سنة ولا أجد عملا بديلا، و جميع الطرق مسدودة بوجهي (كل هذا حدث آخر 5 سنوات).
قابلت والدتي صدفة امرأة تدعي الصلاح، و أنها قادرة على معرفة بواطن الأمور، وهي لم تقابل والدتي من قبل. فأخبرت والدتي بأن بيتنا مدمر، ووصفت بدقة جميع مشاكلنا، و قالت إن هذا بسبب امرأة (وصفتها بدقة ونحن نعرفها) قامت بعمل سحر لتدمير عائلتنا، وأن هذا السحر عمل في الهند منذ 5 سنوات. (والدتي أخبرتني أنها فيما مضى رأت المرأة المشبوهة تعطي ورقة ما لرجل هندي وسمعتها تعطي اسم أمها للرجل!)
أخبرتني أمي بالرواية، ولكنني لم أقتنع بها، فكيف يكون تأثير السحر كبيرا بهذا القدر؟ قد يكون السحر سببا للطلاق، ولكن كيف يكون السحر سببا في عدم توفيقي في الحصول على عمل؟ أخبرت أمي أن هذه المرأة دجالة وربما لديها قدرة على قراءة الأفكار فقرأت أفكارك واخترعت هذه القصة.دلوني يا أهل العلم من يجيب على أسئلتي المحيرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن السحر حق، فقد أخبر الله عنه في القرآن وعن تأثيره بإذن الله تعالى كما قال تعالى : " فيتعلمون منهما ما يفرقون به بين المرء وزوجه وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله فيتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ..."

وقال الشيخ حافظ الحكمي :

والسحر حق وله تأثير * لكن بما قدره القدير

ويشرع لمن يتوهم أنه مصاب بالسحر أن يعالج نفسه بالرقية الشرعية، وما تيسر من الأسباب المشروعة. وأما تصديق هذه المرأة فلا يجوز لما فيه من اتهام المرأة بغير بينة، وقد تكون المرأة المخبرة عندها علاقة مع الشياطين يخبرونها ببعض أموركم، والذي يتلقى المعلومات من الشياطين لا يجوز تصديقه ولا سؤاله؛ لأن ذلك يعتبر من سؤال الكهان وتصديقهم، وقد دل على تحريمه ما في الحديث : "من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل صلاته أربعين يوما " رواه مسلم وفي الحديث : " من أتى عرافا أو كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد " رواه أحمد والحاكم . وراجع الرقى الشرعية في الفتوى رقم : 80694.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني