الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ترفض المرأة خاطبها لمجرد كذبه عليها في بعض الأمور

السؤال

تقدم لي شاب متدين، وبعد فترة اكتشفت أنه كذب علي في أشياء وكان السبب الخوف من أن أرفض الزواج منه، المهم أنني ومن تلك اللحظة وأنا مترددة أأصدقه أم لا؟ واستخرت كثيراً فمرة أحس بارتياح، ومرات أشعر بالخوف من أن يكون أساسا كاذبا، كما أنني من النوع المتردد، حيث إنني كنت أرفض أي عريس بسبب الخوف من أي شيء سلبي في شخصيته حتي تعرفت عليه وبدأت الثقة فيه، ولكنني الآن لا أستطيع أن أثق به كما كنت في السابق، رغم أنني أصدقه عندما يتحدث عن أنه أصبح لا يخفي عني أي شيء، ولكن التردد القديم لدي بدأ من جديد، وكثيراً ما أقتنع به، وفي يوم آخر لا أستطيع الاقتناع به وأشك فيه مرة أخري، وآخر مرة عملت استخارة حلمت بآخر عريس تقدم لي أنه أفضل، ولكنني لا أريده، لأنه لا يهتم بالدين، فأرجو مساعدتي في اتخاذ القرار، وهل ما يحدث لي بناء على طبيعتي المترددة؟ أم أن حلمي عن الآخر كان حلم صادق ويجب ترك الأول؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمعيار الشرعي في اختيار الزوج: هو الدين والخلق ـ كما أرشد إلى ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض.

رواه الترمذي وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.

وبناء على ذلك، فإن كان الشاب المذكور متديناً ـ كما ذكرت ـ فلا نرى أن ترفضيه لمجرد كذبه عليك في بعض الأشياء لا سيما إن كان قد تاب من كذبه، لأن الإنسان لا يكاد يسلم من الأخطاء، وكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون، كما جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه وغيره، وحسنه الشيخ الألباني.

والذي ننصحك به الآن هو أن تستشيري أهل الرأي والفضل وتقومي بالاستخارة الشرعية التي تقدم بيانها في الفتوى رقم: 971.

فقد قيل: ما خاب من استخار، ولا ندم من استشار.

ثم افعلي ما انشرح له صدرك بعد الاستخارة ففيه الخير ـ إن شاء الله تعالى ـ واعزمي على اتخاذ القرار من غير تردد ولا تلتفتي إلى الأوهام والوساوس التي يلقيها الشيطان، قال الله تعالى: فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ.

{ آل عمران: 159 }.

وبخصوص الحلم الذي رأيت: فلا علم لنا بتفسيره ولا ندري هل هو صادق أم لا؟ مع التنبيه إلى أن الرؤيا لا يترتب عليها حكم شرعي، وأن الاستخارة لا تتوقف صحتها على حصول رؤيا بعدها، وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 7235.

وعدم قبول الشاب المذكور لا يمكننا الجزم بعلته هل هي طبيعتك المترددة ـ كما ذكرت؟ أم أنه من تأثرك بالرؤيا المذكورة؟ أم غير ذلك؟.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني