السؤال
إذا صدرت المعصية من أبي وأمي وأختاي، فماذا أفعل معهم إذا كانوا لا يستجيبون للنصيحة؟ أعبس في وجوههم أثناء المعصية وبعدها لوقت قليل، لأنني أخشى أن يظنوا أنني مقر لمعصيتهم، فأنا الملتزم الوحيد والنتيجة أنني مكتئب طوال الوقت، لأنني لا أستطيع أن أنبسط أمامهم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب على كل مسلم حسب استطاعته، ولا فرق في ذلك بين القريب وغيره إلا أنّ أمر الولد للوالدين بالمعروف ونهيهما عن المنكر لا بد أن يكون برفق وأدب، ولا يجوز له أن ينهرهما أو يغلظ لهما في الكلام، قال ابن مفلح: قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ يُوسُفَ بْنِ مُوسَى: يَأْمُرُ أَبَوَيْهِ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمَا عَنْ الْمُنْكَرِ، وَقَالَ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: إذَا رَأَى أَبَاهُ عَلَى أَمْرٍ يَكْرَهُهُ يُعَلِّمُهُ بِغَيْرِ عُنْفٍ وَلَا إسَاءَةٍ وَلَا يُغْلِظُ لَهُ فِي الْكَلَامِ وَإِلَّا تَرَكَهُ وَلَيْسَ الْأَبُ كَالْأَجْنَبِيِّ.
الآداب الشرعية.
وعلى ذلك، فعليك أن تبين لوالديك الحق برفق ولين ولا تعبس في وجوههما، وإنما تداوم على برهما والإحسان إليهما، فإن ذلك أحرى لقبول النصح منك، وانظر الفتوى رقم: 65179.
أما أختك: فيجوز لك أن تهجرها زجرا لها عن المعصية، لكن الأمر في ذلك دائر مع المصلحة، فإن كان هجرها يفيد في ردّها إلى الصواب، فهو أولى، وإن كان الأصلح لها الصلة مع مداومة النصح، فهو أولى، وانظر الفتوى رقم: 26333.
والله أعلم.