الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الترغيب في أداء الصلاة والالتزام

السؤال

أشكركم على جهدكم وتفانيكم في الرد على أسئلتنا.. جزاكم الله خيراً.
أنا متزوجة منذ عام، ومنذ تزوجت أحاول الالتزام، وقد التزمت بالفعل وتوقفت عن معظم حياتي السابقة من سهر وتزين وغيرها، مع أنني والله لم أكن أعلم أن بعض أعمالي محرمة شرعاً، فأنا تربيت ببيت محافظ اجتماعيا ولكن لم أتربى على أسس دينية متينة، ومنذ تزوجت من رجل صالح مؤمن خير وأنا أجتهد في تعلم ديني مع أنني في كثير من الأحيان لا أدري كيف يمكن أن أتعلم أسس الدين الصحيحة، خاصة الأمور التي تتعلق بواجباتي كزوجة وكامرأة حتى قبل أن أتزوج لم أكن أعرف كيف يصلون، مشكلتي أنني بدأت أصلي والتزمت لأشهر ولكني بدأت أهمل الصلاة إلى أن تركتها، وعند ما أصلي تراودني الأحلام الشريرة حتى بت أخاف النوم، وعند ما لا أصلي لا أحلم بكوابيس وأصبحت أخاف بعض الشيء في الصباح أن أدخل للوضوء فزوجي معظم وقته في عمله وأنا طوال اليوم وحيدة بالبيت وبدأ صدري يضيق بالصلاة إلى أن تركتها، وأنا نادمة ورجعت أصلي ثم تركتها وهكذا لا أدري ماذا أفعل فأنا أضيق بالصلاة وأحن إلى حياتي السابقة، حتى عند ما توقفت عن التزين أصبح المجتمع ينتقدني وأمي وأخواتي، حتى إن أختي قالت لي "لا تأتي لزيارتي هكذا"، أنا فلسطينينة من عرب الـ 48 ولا أدري كم من الصعب أن أشرح لكم كم من الصعب أن تكون المرأة ملتزمه هنا، وحتى أقول الحق ومع أن بلدة زوجي تبعد عن بلدة أهلي ربع ساعة إلا أن الناس هنا ملتزمون ومعظم النساء محجبات، ولكن الوضع بالجامعة مختلف والمحجبات يعاملن بعنصرية شديدة وبلدة أهلي محافظون على عاداتهم ككل قرى ومدن عرب الـ 48 ملتزمون كعرب وكفلسطينين ولكني أرى أن معظمهم ليسوا ملتزمين كمسلمين.
آسفه أني أطلت عليكم الشرح وربما بهذا الشرح أحاول أن أبرر ضعف نفسي لكني لا أصمد بإغراء هذا المجتمع، فماذا أفعل، كيف أعود إلى الصلاة، وكيف أحب الصلاة، وكيف أصلي وبدون أن تراودني المخاوف والأحلام المزعجة؟ كيف أكون ملتزمه وأرضي زوجي دون أن أغضب أهلي ودون أن أكون منبوذة من المجتمع فأخت زوجي المحجبة لم تجد عملاً سوى مدرسة بالقرية العربية ولأسباب عنصرية ولكن فرص العمل لغير المحجبات أكثر بكثير، أشعر أنني بدوامة أريد أن أرضي ربي وضميري ولكني لا ألبث أن يعاودنني الحنين إلى سيرتي السابقه، ساعدوني أرجوكم؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يشرح صدك ويتوب عليك، واعلمي أن الصلاة أعظم أركان الدين بعد الإيمان، فالتهاون في أدائها خطر عظيم فإنه لا حظ في الإسلام لمن ضيع الصلاة، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 121731.

والواجب عليك المبادرة بالتوبة إلى الله والمحافظة على الصلاة والحذر من التهاون في أدائها، واستشعار خطورة تركها أوالتهاون بشأنها، ومما ينفعك في ذلك ويحبب إليك الصلاة التعرف على الله عز وجل من خلال تدبر كلامه ومعرفة أسمائه وصفاته والتفكر في نعمه وآلائه، والتعرف على ضعف المخلوق وفقره وحاجته إلى الله، والتفكر في الموت وما بعده من أمور الآخرة، ومما يعينك على ذلك كثرة الدعاء والتضرع إلى الله والحرص على مصاحبة الصالحات اللاتي يذكرنك بالله والبعد عن مصاحبة الغافلات، وانظري الفتوى رقم: 3830.

وأما بخصوص الأحلام المزعجة، فعليك بالمحافظة على أذكار النوم وغيرها من الأذكار المسنونة كأذكار الصباح والمساء والرقى المشروعة، وراجعي في ذلك الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 4514، 78983، 105940.

كما أن عليك المحافظة على حجابك الشرعي فهو فريضة من الله لا يجوز لك التهاون فيه، ولا يستخفنك ضعاف الإيمان ومرضى القلوب، ولا تقدمي على أمر الله شيئاً ولا تبيعي رضا الله برضا الناس، وراجعي الفتوى رقم: 116488، واعلمي أن العمل الذي يشترط على المرأة ترك الحجاب لا يجوز لها أن تقبل به وراجعي ضوابط عمل المرأة في الفتوى رقم: 522، والفتوى رقم: 3859.

وعليك أن تعاشري زوجك بالمعروف وتحفظيه في نفسك وماله وتطيعيه في المعروف، وانظري في ذلك الفتوى رقم: 27662، واحرصي على تعلم ما يلزمك من أحكام الشرع، واستماع الدروس والمواعظ النافعة، وراجعي الفتوى رقم: 1208.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني