الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحضار حضور حفلات الغناء والموسيقى في الأعراس

السؤال

سؤال لإحدى الأخوات بارك الله فيكم. تقول: خطب أخي فتاة على قدر من الأخلاق غير أنها لم تكن محجبة وتنتمي إلى عائلة -هداهم الله- على قدر بسيط جدا من الدين، الحمد لله الفتاة الآن تحجبت وأختها أيضا غير أنهم لا يعطون أهمية للغناء والموسيقى حين حدد أخي الزواج اقترح والد الفتاة أن يحضر فرقة رجالية لإقامة العرس (طبعا ألحان وموسيقى وكلام غير جائز)، طبعا أخي رفض هذا بحجة أن كل أسرته منتقبة غير أنه لم يستطع أن يصدم أسرة خطيبته بحكم الألحان والموسيقى وانثنى والد الفتاة عن عزمه وقرر أن يحضر فرقة نسائية عيبها الوحيد الموسيقى، فنحن في حيرة من أمرنا بخصوص حضور الحفل إذ إننا نتعامل مع أسرة لا تعرف عن الدين أصلا واقتنعوا بصعوبة بأن ينثنوا عن عزمهم بخصوص الفرقة الرجالية فكيف يمكننا أن نصدمهم بحرمة الموسيقى (علما وأن خطيبة أخي غير مقتنعة بعرض أسرتها لكنها لا تستطيع فعل شيء)، فما حكم حضور هذا الفرح، وكيف نتعامل مع هذا الموقف بالحكمة؟ وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالغناء الذي أباحه الشرع في العرس هو الغناء الذي لا تصحبه موسيقى، ورخص فيه الضرب بالدف، ويمكن أن تراجع الفتوى رقم: 8283، وهي عن الزواج الإسلامي. وأما الغناء مع استخدام المعازف فلا يجوز ولو كان من قبل النساء، وراجعي حكم الغناء وأنواعه في الفتوى رقم: 987.

فالذي نرشد إليه هو محاولة إقناع والد هذه الفتاة بأسلوب طيب بعدم السماح بإقامة هذا المنكر، والاستعانة عليه ببعض الفضلاء من الناس، فإن اقتنع فالحمد لله، وإلا فلا يجوز طاعته فيه، وإن أصر على هذا الأمر فلا يجوز حضور مكان المنكر لا من قبل الزوج ولا الزوجة ولا غيرهما، ومن أمكنه أن يكون في جانب من البيت يمكنه أن لا يرى فيه المنكر ولا بسمعه فلا حرج عليه في ذلك.

وننبه إلى أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الله، ولا يجوز إرضاء الناس بسخط الله. روى أحمد في مسنده والترمذي في سننه عن عائشة رضي الله عنها أنها سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من التمس رضاء الله بسخط الناس كفاه الله مؤنة الناس، ومن التمس رضاء الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني