السؤال
شيخي الفاضل، السؤال يتعلق بالحادثتين التاليتين، قمت بشراء مجموعة أغراض أحدها يوجد منه نوعان أحدهما أرخص من الآخر، وانا اشتريت الأرخص، ولما قصدت أمين الصندوق أحتسب سعر الغرض موضوع البحث بالسعر الأعلى، ولما أخبرته أنني أخذت الأرخص أعاد الاحتساب لهذا الغرض ولباقي الأغراض، ودفعت الثمن والبالغ 3 دنانير. إلى هنا المسألة طبيعية. بعد ذلك بدأت الوساوس نعم الوساوس، تروادني حول صحة الاحتساب، فقصدت أمين صندوق آخر في نفس المحل، وطلبت منه إعادة التسعير بحجة أن هناك خطأ في الحساب تجاوب معي وأعاد الاحتساب وقال بأن الحساب هو 2.95 دنانير. اطماننت وعدت إلى البيت. وأنا في الطريق جاءتني الوساوس مرة ثالثة، وبين نعم ولا قررت أن أعود لإعادة الاحتساب، وعدت ولكن عدلت عن الفكرة لأتخلص من الوسواس، إلا أن الوسواس كان أقوى مني فعدت وقصدت أمين الصندوق الذي ذهبت إليه في المرة الثانية وقلت له إن هناك خطأ في الحساب، وفعلا تجاوب معي وأعاد الاحتساب وقال لي كم أخذ منك أمين الصندوق فقلت 3 دنانير، فقال إذن لك عنده 2 قرش، فقلت إنها غير مهمة، وخرجت. وهنا بدأت المأساة مرة أخرى، إذ أخذت أفكر هل يعني أن الحساب هو 2.98 أم لا؟. المهم تغلبت هذه المرة وعدت البيت. ولا أخفيكم الأمر فكرت أن أعود إليه في اليوم التالي لإعادة الاحتساب، ولكن والحمد لله لم أتمكن. وكل هذا بدافع خوفي من أن آكل مالا حراما، فياتي يوم القيامة ويأخذ من حسناتي كما ورد في الحديث. أرجو تزويدي به. وحادثة أخرى بذات السياق حصلت عندما اشتريت علبة ألوان، وتبين بعد أن عدت البيت بأن عددها ناقص واحدا إضافة إلى أن خطها باهت فقررت إرجاعها إلى المتجر، وأنا في طريقي وضعتها على تابلو السيارة، حيث وقعت . ولما وصلت المتجر تناولتها من أرضية السيارة، فإذا بالعبوة قد كسرت من إحدى أطرافها، حقيقة اسودت الدنيا أمامي فها أنا ذا أعود إلى مأساة أخرى، المهم أخبرت أمين الصندوق بالذي حصل حيث قال " مش مهم" ولما استدعى موظفا آخر لاتمام عملية الارجاع، طلب هذا الموظف مني الانتظار لأخذ موافقة المدير. في هذه الأثناء، ذهبت للبحث عن بديل آخر، وهناك وجدت الموظف قد أقبل نحوي وقال بأن المدير وافق على التبديل، فقلت له" ولكن انتبه ... إن هذه العبوة وقعت مني وانكسرت" فقال مش مهم فإن هذه الألوان قديمة. ومن ثم تمت عملية التبديل. ومع ذلك عادت الوساوس بخصوص الحادثة مثل هل أمين الصندوق مخول، هل الموظف مخول... وأصبح الأمر عندي أنه لا بد من الرجوع إلى رئيس مجلس الإدارة أو المدير العام ليقول لي ليس عليك مسؤولية.من خلال هاتين الحادثتين، أود السؤال عن دوافع الوسواس وما هو مدى تطبيق حديث الرسول محمد صلى لله عليه وسلم بخصوص أخذ الناس من حسنات بعضهم يوم القيامة استردادا لحقوقهم، ومتى يصبح المال حراما بحيث يؤاخذ عليه الانسان. وأخيرا هل توجد قاعدة شرعية يمكن اتباعها تعفيني من هذا الوسواس، انا لا أقصد من سؤالي التهاون في حقوق العباد، ولكن ما يحصل أصبح مزعجا جدا، بحيث إن الشكوك تملكتني بحيث إنني أصبحت أحيانا أشك في الشخص الذي أتحدث معه حول مسألة مالية، هل سمعني جيدا، هل فهم قصدي، هل هو مخول بالرد، وغيرذلك. والمشكلة في الأمر أنني أصبحت أتبنى قاعدة أن حقوق العباد أهم – والعياذ بالله- من حقوق الله، انطلاقا من أن الله غفور رحيم. اما العباد فلن يرحموني حتى يأخذوا من حسناتي يوم القيامة.