الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل من شرط توبة الزاني أن يقام عليه الحد أو أن يتزوج ممن زنا بها

السؤال

لقد وقعت في الزنا مع فتاة سيئة السمعة وقد حملت مني وأسقطته في الشهر الأول بعلمي، وتبت الآن إلى الله وقطعت علاقتي بهذه الفتاة إطلاقا، ولكن دائما إحساسي أن ليست لي توبة؟ فهل لابد من تنفيذ الحد علي؟ وهل لابد من الزواج بهذه المرأة لتكفير ذنبي، مع العلم أنها سيئة السمعة؟ أرجو الرد للأهمية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى وقطعك العلاقة بهذه الفتاة، ونسأل الله أن يحفظك فيما بقي، والتوبة النصوح لها شروط قد سبق بيانها بالفتوى رقم: 5450.

فإذا تبت على النحو المذكور فتوبتك مقبولة ـ بإذن الله تعالى ـ لأنه سبحانه وعد فقال: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى {طه: 82}.

فأحسن الظن بربك، فهو عند حسن ظن عبده به، ولا تيأس من رحمته فإنه لا يئس من رحمته إلا القوم الكافرون، وللفائدة راجع الفتوى رقم: 112268.

وليس من شرط توبتك إقامة الحد عليك، بل استر على نفسك فلا تخبر بذنبك أحدا، وانظر الفتوى

رقم: 17021.

وليس من تمام توبة الزاني زواجه ممن زنى بها، بل إن استمرت على الزنا ولم تتب فلا يجوز له الزواج منها فلا يجوز شرعا أن يتزوج العفيف من الزانية، كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 105497.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني