الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تأثم إن وقع الخصام بين أبيها وأخته لرفضها خطبة ابن عمتها

السؤال

أنا كنت مخطوبة مدة سنتين لابن عمتي، ولم يشإ الله الاكتمال، وأنا فسخت الخطبة رغم أني رأيت به ما كنت أرجوه من الله، ولكن لا أعرف مدى إصراري على ذلك، المهم بعد فسخ الخطبة علمت أنه تعب كثيرا، شعرت بالذنب لأجله، وعلمت أنه يرفض الزواج من غيري، أنا الآن أشعر بالذنب الكبير، وأرفض كل من يتقدم لي بسبب شعوري أن هناك آخر تعب بسببى، وأنه سيتعب أكثر إذا علم ذلك ، وأيضا شعوري بالذنب تجاه والدي لأني كنت السبب في الخصام بينه وبين أخته، أنا تعبانة كثيرا من الشعور بالذنب لكل من حولي. فماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن من حق المخطوبة فسخ الخطبة، ولو كان الخاطب ذا دين وخلق، وذلك لأن الخطبة مجرد مواعدة بين الطرفين يحق لأي منهما فسخها متى شاء، وإن كان الأولى عدم فسخها لغير عذر كما سبق بيانه بالفتوى رقم: 18857.

وإن كان هذا الشاب صاحب دين وخلق فننصحك بالموافقة على زواجه منك، خاصة وأنه من ذوي رحمك ولا يزال متعلقا بك. وراجعي الفتوى رقم: 2852، ولا بأس بأن تكرري الاستخارة في أمر الزواج منه، فإن كان في زواجه منك خير يسره الله لك وإلا صرفه عنك. وانظري الفتوى رقم: 46594، والفتوى رقم: 19343.

وأما ما ذكرت من تسببك في الخصام بين أبيك وأخته، فإن كان ذلك لمجرد رفضك خطبة ابن عمتك فلا إثم عليك في ذلك، وأما إن كان بإثارة شيء من الفتنة بينهما فتجب عليك التوبة واستسماحهما، وينبغي على كل حال السعي في الإصلاح بينهما فالإصلاح بين المتخاصمين من أفضل القربات كما هو مبين بالفتوى رقم: 53747.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني