الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يشرع إجراء جراحة لتقويم اعوجاج الأنف

السؤال

ربما سؤالي ليس غريبا بقدر ما هو يختلف بالنسبة لي، وأتمنى من حضرتكم قراءته بشكل كامل، أنا إنسان مسلم، وأشكر الله على ذلك، خلقني في أحسن صورة، فله الحمد والشكر. والسؤال هل يجوز إجراء عملية جراحية أقول تعديلية وليس تجميلية لأنفي؟ الذي أخذ يزداد طولا منذ بدأ سن بلوغي حتى أخذ شكله الطويل والمحدوب قليلا، وفيه ميل قليل. مع أنني أشعر أحيانا بضيق بالنفس عندما يصيبني كرب، وذللك بسبب انحراف الوتيرة.رغم أنه كان أقربائي يضربون المثل عندما كنت صغيرا على وسامتي وجمال أنفي، لكن لا أعلم ما الذي حدث له، أما الآن فدائما يصيبني خجل من النظر المباشر لمن يكلمني لأنه لا ينظر إلى عيني، بل إلى أنفي، وأحيانا ينتهي بي الأمر بالإحباط النفسي. حتى إن دراستي تدهورت بسبب تغيبي الكثير عن الجامعة. أشعر أنه لو كان أنفي ملائما لشكلي لكنت أكثر انطلاقا نحو الحياة وأكثر فائدة للناس؛ حيث أشعر بأني أمتلك الكثير، ولكن الخجل يحول دون أن أبرز مواهبي
وأخيرا أقول ما الفرق بيت تعديل الأسنان بالتقويم وتعديل الأنف بالجراحة؟ إذا لم يغير من خلق الله، ولا تنسوا أن الرسول رخص لأحد المسلمين أن يتخذ أنفا لأن انفه قطع، بالرغم من أن ذلك لا يعيق تنفسه، ولكن لإزالة العيب المزعج.
أنا قانع بما كتب الله لي، ولكن إذا كان ذلك حلالا فلا بأس به، أقول عملية تعديلية ولا أقبل بالتجميلية أي يبقى شكلي نفسه؛ لأنه يعجبني وخلقني الله في أحسن تقويم، أتمنى الجواب على هذا السؤال حصريا، وعدم إحالتي لجواب مطروح مسبقا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالجراحة التي تكون بغرض تقويم اعوجاج حادث في الأنف، أو لإزالة تشوه طارئ، أو كان عدم إجرائها تترتب عليه أضرار بالجيوب الأنفية أو مشاكل في التنفس، فهي من النوع الجائز؛ حيث لم يخرج القصد بها عن إزالة ضرر أو ألم أو عيب خلقي مشين، بخلاف ما كان طلبا للحسن وزيادة الجمال، فهذا لا يجوز. وراجع في ذلك الفتويين: 1509، 114222.

وهذا هو الحكم نفسه في عمليات تقويم الأسنان، فله أيضا حالتان، فما كان منه لإزالة عيب مشين جاز، وما كان طلبا لحسن لم يجز. وقد سبق أن بينا ذلك في عدة فتاوى سابقة، واستدللنا عليه بحديث عرفجة بن سعد الذي ذكره السائل، فراجع على سبيل المثال الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 108098، 3862، 73418.

وبهذا يتبين للسائل أنه لا فرق بين تعديل الأنف بالجراحة وبين تعديل الأسنان بالتقويم.

وأخيرا ننبه السائل على أن استياءه من شكل أنفه قد لا يكون لوجود عيب مشين فيه، ولكن لأنه يقارن بين شكله الآن وشكله قبل البلوغ، على أن الشيطان قد يهول من نظرات الناس للسائل، ويلقي في روعه أنهم يستقبحون شكل أنفه، ليحزنه بذلك ويعطله عن مصالح دينه ودنياه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني