الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يسب الدين ويهين زوجته ويمنعها من رؤية أمها

السؤال

زوجي دائما يسب الدين ويهينني، فما حكم جلوسي بشقة بمفردي؟ مع العلم أنه مسافر خارج البلد للعمل وأهله دائمو الشجار معي ومع والدتي عندما تقوم بزيارتي وإجباري على الجلوس في بيت العائلة معهم وعدم السماح لي برؤية أمي، لأنها في مدينه أخرى، وقد تركت منزلي لشجاري معهم، وعندما أشكو له لا يستجيب لي وتعبت، ودائما يسب والدتي، والآن يطلب مني الرجوع إلي بيتي وإجباري على ذلك وأنا لا أريد الرجوع إلا بعد عودته، فماذا أفعل؟ وما الحكم في سب الدين لي ولأمي؟.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإذا كان زوجك حقاً يسب الدين فقد سبق أن بينا موقف الزوجة من زوجها الذي يسب الدين وأنه مرتد عن الإسلام فلا يحل لها البقاء معه، وذلك في الفتوى رقم: 126180، فراجعي هذه الفتوى للأهمية.

وإذا كان الزوج يسب الدين فكيف يستغرب منه أن يهين زوجته، أو يسبها ويسب أمها، فمثل هذا الزوج قد بلغ الغاية في السوء، فهو قد خسر دينه قبل أن يسيء إلى زوجته وأمها، وانظري الفتوى رقم: 48827.

وليس من حق الزوج إلزام زوجته بالسكن مع أهله ولو كان مقيماً فضلاً عن أن يكون مسافراً، فالمسكن المستقل حق من حقوق الزوجة، كما بينا في الفتويين رقم: 38616، ورقم: 52604.

وإذا وفره لها وجب عليها أن تنتقل إليه وتقيم فيه إذا طلب منها ذلك ما لم يكن عليها ضرر، وجلوسك في شقة بمفردك لا حرج فيه إن كنت تأمنين على نفسك فيها، ويجب عليك طاعة الزوج إذا دعاك لذلك، ولكن إن لم يكن لك أولاد فلا ينبغي أن تكوني وحدك فيها، لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوحدة، بل الأولى بالمرأة أن تكون في بيت أهلها إذا سافر زوجها، كما هو مبين في الفتوى رقم: 598.

وما ذكرناه من السكن المستقل ووجوب طاعة الزوج في المقام فيه ونحو ذلك فرع عن بقائك في عصمة زوجك، وبما أن هذه المسألة فيها حكم بكفر وما يترتب على ذلك فلا بد من مراجعة المحكمة الشرعية فوراً لتنظر في الأمر.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني