الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح أن يقال ظلم العبد لربه

السؤال

هل يجوز أن يقال: ظلم العبد لربه؟ جَزَاكُمُ اللهُ خَيْرًا وَبَارَكَ اللهُ فِيكُمْ.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فلم نقف على هذه العبارة باللفظ المذكور في شيء من نصوص الوحي أو كلام السلف الصالح، والذي ورد في القرآن الكريم هو ظلم العبد نفسه بمخالفته لشرع الله تعالى سواء كان ذلك في حق الله تعالى أو في حق عباده، وسواء كان من الشرك أو من ما دونه، قال الله تعالى:وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (هود: 101). وقال تعالى: وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ ( البقرة: 54). وقال تعالى على لسان بلقيس: قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. ( النمل: 44).

وقال موسى في قتل النفس: قَالَ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. (القصص: 16). وقال آدم - عليه السلام - في الأكل من الشجرة: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ ( الأعراف: 23)

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في مجموع الفتاوى: إن المحرمات في الشريعة ترجع إلى الظلم.. فجميع الذنوب تدخل في ظلم العبد نفسه.

وقد وردت العبارة المذكورة في كلام بعض أهل العلم من المتأخرين، والمقصود بها هو المعنى المذكور في الآيات من الشرك والمعاصي، ولكن الأولى تجنبها فقد قال الله تعالى: والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم" وقال تعالى: وما ظلمونا ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.

قال أهل التفسير: وما ظلمونا، وما وضعوا فعلهم ذلك وعصيانهم إيانا ، موضع مضرة علينا ومنقصة لنا، ولكنهم وضعوه من أنفسهم موضع مضرة عليها ومنقصة لها. انظر تفسير الطبري.

ولذلك فالأولى أن يقال: ظلم العبد نفسه في حق الله تعالى أو في حق عباده.

وللمزيد من الفائدة عن الظلم وأنواعه انظر الفتوى رقم: 98373.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني