الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اتفق مع المسؤولين على أن يداوم يومين في الأسبوع فقط فهل يشرع له ذلك

السؤال

أعمل مراقب حسابات حكوميا فى مصر. الهيكل الإداري في مصر قسمان: قطاع حكومي بحت(يعتمد على ميزانية الدولة كليا)وقطاع عام (ميزانيته لا تعتمد على الدولة ولكن له إيرادات ومصروفات من نشاطة الاقتصادى )
السؤال: عملت مراقب في القطاع الحكومي، وبسبب عدم فسادي وسرقتي، ومع الإصرار على عدم الحرام تم اضطهادي من جهات الإدارة الحكومية بخلاف رؤسائي لأنني مدعي الشرف والأمانة فى نظرهم. المهم تم نقلي للرقابة فى القطاع الاقتصادي العام وهى رقابة صورية(التوقيع فقط على الشيكات أما العرف عندهم أن يقوما بكل شيء من مراجعة المستندات وخضوع الموظفين إليهم عكس وضعي فى الجهات الحكومية ) ليس لها قيمة إطلاقا نظرا لتكامل الهيكل الإدارى في وحداتهم، كما أن نظام الرقابة الخارجية يعتبر دخيلا عليهم. بخلاف ذلك تم إرسالي لجهه لا يوجد بها شغل حقيقي وقليل جدا لايضاهي شغل شهر، يومين فى غيرها وذلك بهدف ركني على الرف. المفروض أن يكون معي مراقب نائب لي يحل محلي في غيابي، ولكن دون جدوى. كما أنه لا يجوز أن تزيد مدة بقائك فى الجهة عن ثلاث إلى 5 سنوات حتى يتم نقلك، وعلى الرغم من ذلك ما زالت موجودا في هذه الجهة ما يقارب 9 سنوات ولا تفكير فى تغييري ولا إرسال نائب لي. وببساطة إن المكان لا يسعد أحدا البقاء فيه شهر، لأن كل واحد يبحث عن المكان الذى يستفيد منه اجتماعيا وماديا. السؤال أو المشكلة هي: ظللت خمس سنوات أذهب يوميا وأظل جالسا ساعتين ولا يوجد شغل على الرغم من سفري يوميا وركوبي أكثر من 8مواصلات متقطعة يوميا، بخلاف أنني داهمني مرض فيرس سي الكبدي، واتضح أنني مريض بالهيموفليا (نزيف الدم )وذهبت للقمسيون الطبى واتضح أنني ممن ينطبق عليهم قرار وزاري بإجازة مفتوحة حتى سن المعاش القانوني، مع أخذ كل مستحقاتي، ولكنني لم أكمل المشوار بسبب أنه لابد من رشوة اللجنة، واتفقت مع جهة الإدارة ومع رؤسائي على أن أذهب للعمل يومين في الأسبوع لأنه لا داعي للسفر الطويل يوميا حتى لوكنت صحيحا معافى. حاليا في الشغل يتم تجميع المستندات أسبوعيا ويتم الاتصال بالهاتف لتحديد ميعاد لهم. فهل علي إثم أو يعتبر دخلي حراما .مع حرصي على عدم وقف أي مستند ولا يوجد تعطيل أي عمل، كما أنه لا يمكن ترك المكتب إلا بعد انتهاء كل الشغل ولايوجد تعطيل أبدا والعملية تنظيمية ولا يعطل العمل (لأن الشيك حتى يخرج لابد للمستندات لها دورة حسابية للتسجيل وبالتالى شبهة تعطيل العمل لا توجد، ولو فيه ضرورة في أي وقت أذهب لهم على الفور ).
آسف للإطالة وطول السرد ولكن الموضوع يمس ديني ولقمة العيش ولابد من الاستفاضة.بارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دام الاتفاق المذكور جرى بينك وبين الإدارة ومسؤولي العمل المخولين بذلك فلا حرج عليك فيه، ويشكر لك هذا الحرص على الخير وتحري الحلال والبعد عن الإثم وذلك هو ما ينجيك بين يدي الله حين يسألك عن عمرك فيم أفنتيه، وعن شبابك فيم أبليته، وعن مالك من أين اكتسبته وفيم أنفقته. وكن على يقين تام وثقة أنك على صواب في الطريق الذي سلكته للبعد عن الغش والإثم ولا تبال بأهل الباطل وإن كثروا.

قال بعض السلف: لا تستوحش من الحق لقلة السالكين، ولا تغتر بالباطل لكثرة الهالكين.
وقال بعضهم: ليس العجب ممن هلك كيف هلك، وإنما العجب ممن نجا كيف نجا.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: فهؤلاء هم الغرباء الممدوحون المغبوطون، ولقلتهم في الناس جداً: سموا غرباء، فإن أكثر الناس على غير هذه الصفات، فأهل الإسلام في الناس غرباء، والمؤمنون في أهل الإسلام غرباء، وأهل العلم في المؤمنين غرباء، وأهل السنة -الذين يميزونها من الأهواء والبدع- فهم الغرباء، والداعون إليها الصابرون على أذى المخالفين هم أشد هؤلاء غربة، ولكن هؤلاء هم أهل الله حقاً، فلا غربة عليهم، وإنما غربتهم بين الأكثرين، الذين قال الله عز وجل فيهم: وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ .{الأنعام: 116}. فأولئك هم الغرباء من الله ورسوله ودينه، وغربتهم هي الغربة الموحشة، وإن كانوا هم المعروفين المشار إليهم، كما قيل:

فليس غريباً من تناءت دياره ولكن من تنأين عنه غريب.
ولما خرج موسى عليه السلام هارباً من قوم فرعون انتهى إلى مدين على الحال التي ذكر الله، وهو وحيد غريب خائف جائع، فقال: يا رب وحيد مريض غريب، فقيل له: يا موسى، الوحيد من ليس له مثلي أنيس. والمريض: من ليس له مثلي طبيب. والغريب: من ليس بيني وبينه معاملة.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني