الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

موقف المسلم تجاه من يمتهن ما فيه اسم الله من الأوراق

السؤال

أعمل في إدارة، وعملي تحرير رسائل بواسطة الحاسوب، وأحاول أنني كلما كتبت شيئا ولم يرسل أقوم بجمعه حتى أتمكن من حرقه فيما بعد، لأنه قد يحتوي على اسم الله أو شيء معظم شرعا، ومؤخرا جاءني حاسوب جديد، فقمت بإعطاء حاسوبي القديم مع طابعته لموظف آخر على أساس أنني أنا من يقوم بغالبية العمل، وأنا أعلم أن هذا الموظف ـ كما جميع الموظفين عندنا تقريبا ـ لا يأبه بأن يرمي الأوراق في سلة المهملات سواء كان بها اسم الله أو لا، وبعدها بدأت أوبخ نفسي كيف أعطيه الحاسوب وأنا على يقين أنه لا يأبه لأمر الأوراق التي بها اسم الجلالة؟ حتى ولو لم يكن يحرر كثيرا على الحاسوب؟ حتى ولو لم يحرر سوى ورقة؟ فهل علي وزر إن فعل ذلك ـ وقد فعله؟ أسأل الله لنا ولهم الهداية.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإن من تعظيم شعائر الله تعالى وحرماته صيانة ما كتب عليه اسمه تعالى من الامتهان، كما سبق بيانه في جملة من الفتاوى، انظر منها الفتويين رقم: 130735132714وما أحيل عليه فيهما.

ولذلك، فإن كنت تعلم أن الأخ المذكور سيستعمل الحاسوب الذي أعطيته في طباعة الأوراق التي تحتوي على أسماء الله تعالى ونصوص وحيه ثم رميها، فإن عليك أن تتوب إلى الله تعالى من تمكينه من ذلك، لما فيه من العون على ما لا يجوز شرعا، فقد قال الله تعالى: وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان { المائدة: 2}.

وإذا لم يلتزم باحترام ما يجب احترامه فعليك أن تسترجع منه الجهاز إذا استطعت، وانظر الفتوى: 125509.

وإذا لم تستطع فعليك أن تنصحه وتبين له وجوب احترام أسماء الله تعالى ونصوص وحيه، فإذا قمت بواجب النصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد أديت ما عليك، ولا يضرك بعد ذلك ما يفعله هو أو غيره.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني