الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إيضاح حول مسخ سامعي الأغاني المحرمة

السؤال

لقد ذكر في هذه الفتوى (20951) احتمال مسخ سامع الأغاني.
وذكر في هذه الفتوى (158899) أن التعرض للمسخ يقع فقط على من ارتكب الاستحلال بالاحتيال والتأويل الفاسد للأغاني والمعازف وآلات اللهو وغيرها من الأصوات المحرمة, وليس على من يرتكب تلك المحرمات غير مستحل لها.
1.بالنسبه للأغاني والمعازف وآلات اللهو وغيرها من الأصوات المحرمة, هل الفتوى الثانيه تشمل الجميع أم تنص على واحدة دون الأخرى؟
مثلا: ذكر في الفتوى الثانيه أن التعرض للمسخ يكون لمن استحل المعازف بالاحتيال والتأويل الفاسد ولا يتعرض العاصي غير المستحل بالاحتيال لذلك, هل ينطبق ما ذكر سابقا على جميع الأصوات المحرمة من غناء بصوت المرأة وآلات لهو ومعازف بشتى أنواعها وغيره؟
2.هناك تعارض بين الفتوى الأولى والثانية, لنفرض أن المقصود في الفتوى الأولى تحريم جميع الأصوات المحرمه من غناء بصوت المرأة وآلات لهو ومعازف بشتى أنواعها وغيره وليس فقط الأغاني كما كتب فيها.
السؤال هو: بناء على ما كتبته في السؤال 2 في البداية : الفتوى الأولى تقول أن مستمع الأغاني ووو...(وجميع الأصوات المحرمة باختصار) بدون تحديد أو تفصيل يعرض نفسه لعقوبة المسخ.
الفتوى الثانية تحدد من يعرض نفسه للمسخ فهي تدل على التخصيص أما الأولى فتفيد الشمول بالتالي هناك تعارض.
هدفي من ذلك هو السؤال: ما هو القول النهائي لحضرتكم؟ أي باختصار ماذا تختارون الفتوى الأولى أم الثانية؟
وأرجو بعد اختياركم الفتوى القول, هل الفتوى التي اخترتموها تشمل تحريم جميع الأصوات المحرمة من غناء بصوت المرأة وآلات لهو ومعازف بشتى أنواعها وغيره وليس فقط الأغاني كما كتب فيها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنشكر السائل الكريم على تواصله ومتابعة فتاوانا، وقد بينا في الفتويين المشار إليهما وما أحيل عليه فيهما حكم الغناء بالأدلة وأقوال أهل العلم وأنه أنواع، ولكل نوع منه حكمه من الحل أو الحرمة، وما ذكر من احتمال مسخ سامعي الأغاني المحرمة وأصحاب المعاصي واستحلال الحرام والاحتيال عليه ليس اختيارا منا، وإنما كان بناء على أحاديث صحيحة صححها أهل العلم قديما وحديثا، وأقوالا صريحة لثقات العلماء ومحققيهم تجد بعض ذلك مخرجا في الفتاوى الواردة في هذا الموضوع.

ولا تعارض فيما ذكر في الفتويين المذكورين ؛ فالفتوى الأولى ليس فيها بيان الحالة التي يستحق فيها مستمع المعازف لعقوبة المسخ بل هي مطلقة، وقد وفق الأخ السائل بقوله عنها فيها احتمال مسخ سامع الأغاني وجاءت الفتوى الأخرى مبينة أو مقيدة لها .

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني