الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تنازل العامل عن بعض مستحقاته مقابل استفادته بما ليس من حقه

السؤال

أنا مقيم وأعمل في شركة في السعودية في المنطقة الصناعية، ولا توجد مغسلة للملابس في محل الإقامة، فتقوم الشركة الموكلة بالنظافة من قبل الشركة التي أعمل بها بإرسال الملابس الخاصة للعاملين إلى مغسلة في المدينة للغسيل على حساب الشركة، وتحاسب شركتنا بأسعار مغال فيها جدا، والسؤال هو أنني والحمد لله رجعت من الحج هذا العام ومعي ملابسي المتسخة، فقمت بإرسالها للغسيل وبالتالى على حساب الشركة، فهل هذا يجوز مع العلم أنه لا يوجد مكان مناسب لغسيل الملابس الشخصية في محل السكن؟ وهل من الممكن أن أقوم بغسيل نفس عدد أو كمية الملابس التي استخدمتها سابقا في وقت الإجازة ـ الحج ـ في مقابل ملابس سوف أستخدمها لاحقا في فترة الإقامة للعمل بحيث أقوم بغسيلها بنفسي قطعتيين أو أكثر على فترات لأعوض الشركة عن التكلفة التي قامت بدفعها لي لملابسي في فترة الإجازة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالمؤمنون على شروطهم، والعقد شريعة المتعاقدين ما لم يخالف حكما شرعيا، فإذا كان مقتضى تعاقدك مع الشركة أنها لا تتحمل تكلفة غسل الملابس في فترات الإجازة، فلا يجوز القيام بذلك على نفقة الشركة، إلا إن جرى التسامح من قبل الشركة في مثل هذا، وفي حال عدم سماح الشركة بذلك وقيام السائل به، فإن ذمة السائل مشغولة بقيمة منفعة غسل هذه الملابس لحساب شركته، فيجب عليه أن يردها إليها، فإن تعذر هذا، فليتنازل لها عن شيء من مستحقاته التي استحقها عليها بقيمة ذلك عملا بالمستطاع، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني