الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مناداة المخطوبة أم خطيبها بـ (يا أمي) والخطيب خطيبته بـ (يا أختي)

السؤال

خطيبتي تحبّني جدّاً جدًّا وأنا أيضا، وهي تحب عائلتي أيضاً لدرجة أنّها قالت لأمّي يوما "يا أمّي" عن جهل منها، فهي امرأة ليس لها مثيل في الطّيبة والأخلاق، كما أنّي أخطأت والله بدون قصد منّي" قلت لها أختي" بالهاتف على ما أتذكّر لم أكمل الكلمة بأكملها حينها كنت مرهقًا جدًّا من النوم والتّعب دون أن أشعر ويمكن أنها لم تكن سمعتها. على ما أظن أحتسبها زلّة لسان. فهل هناك حرج في ذلك إذا تزوّجت بها؟ وهل توجد كفّارة عن ذلك، كما أنه لا يمكن لي أن أفصل هذه العلاقة لأنه إذا حصل ذلك -لا سمح الله- ممكن نخسر حياتنا لا يمكن أن أبتعد عنها خوفًا على نفسي وعليها. أرجوكم أن لا تنسونا من صالح دعائكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فمناداة خطيبتك لأمك بقولها : يا أمي ، ليس فيه حرج ولا يترتب عليها شيء، وكذلك مناداتك لها بأختي لا يترتب عليها شيء أيضا، وغاية ما فيه أنه إن كان بقصد منك فهو مكروه في حق من كانت زوجة بالفعل. قال ابن قدامة في المغني: يكره أن يسمي الرجل امرأته بمن تحرم عليه كأمه أو أخته أو بنته.... ولا تحرم بهذا ولا يثبت حكم الظهار. ا.هـ، وإذا كان هذا في الزوجة، فما بالك بالأجنبية.

وننبهك إلى أن المخطوبة قبل العقد عليها تكون أجنبية عن خاطبها، وراجع حدود تعامل الخاطب مع خطيبته في الفتوى رقم: 15127 وما أحيل عليه فيها من فتاوى، كما ننبهك إلى أن المبالغة في المحبة والتعلق أمر مذموم، والقصد والاعتدال في الأمور مطلوب، كما أرشد النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغضيك يوما ًما، وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما. رواه الترمذي وصححه الألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني