الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إعانة الطالبة زميلاتها بما لا يعود عليها بالضرر والحذر من الإعانة على الغش

السؤال

أنا طالبة في كلية هندسة الحاسوب في المرحلة الثانية وفي العام الماضي كنت الأولى على دفعتي والآن أعاني من مشاكل وحيرة وأتمنى منكم الإجابة الشافية: مشكلتي الأولى باختصار: أن أسلوب الدراسة في كليتي يعتمد على الواجبات الصفية والبيتية التي نحصل عند تنفيذها على درجات إضافية، والمشكلة أنني عندما أحل الواجب سواء في الصف أو البيت تأتي إلي طالبات المرحلة ويردن نقل الحل وأنا بصراحة لم أعد أرضى، لأنني أشعر أنهن فقط يأخذن تعبي دون أي مجهود منهن، فهل أكون بهذا أنانية؟ أريد أن أكون قدوة لهن وقد وفقني الله كثيرا في ذلك خاصة أنني واحدة من 4 منتقبات فقط في كليتي وأسعى إلى الالتزام دوما بالآداب والأخلاق الإسلامية والدعوة إلى الله، وفي نفس الوقت لا أريد أن يكون رفضي أن ينقلن مني صادا لهن عن دين الله وعن المسلمين، ومشكلتي الأخرى: أن الطالبات يجتمعن علي لتدريسهم قبل الامتحان وهذا لا يترك لي وقتا أدرس فيه، وفي المرة الماضية أمضيت وقتا كبيرا في الشرح لكل طالبة وسؤالها وفي النهاية كانت أسئلة الامتحان سهلة ولكنني لم أجبها وأخطأت خطأ كبيرا وأحسست أن هذا من العين، لأنهم ينظرون إلي كأني عبقرية وهذا غير صحيح وقد أضمرت في نفسي أن لا أشرح لهن قبل وقت الامتحان، لأن هذا يضرني، أخشى أن يكون الشيطان يأتيني من مداخل كثيرة بسبب تفوقي وخاصة أن دراستي تعتمد على الذكاء نوعا ما وقد وهبني الله بفضله شيئا من الذكاء، انصحوني رجاء أتمنى أن أكون قد أوصلت الفكرة وجزاكم الله عني خيرا وأرجو أن تدعو لي بالثبات والتوفيق.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله أن يثبتك ويسددك ويشرح صدرك ويوفقك لطاعته ويهديك لأرشد أمرك، واعلمي أن إعانتك لأخواتك عمل صالح يحبه الله تعالى، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ. رواه مسلم.

وفي المعجم الصغير للطبراني: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعُهُمْ لِلنَّاسِ.

لكن احذري من إعانة البعض على الغش والكذب كمن تنقل شيئا فتنسبه لنفسها وتقدمه للجامعة على أنه من عملها، كما أنه ينبغي عليك أن توازني بين واجباتك وإعانة زميلاتك بما لا يعود عليك بضرر أوتقصير في واجب، وبخصوص الخوف من الحسد والعين فعليك بأسباب الوقاية والعلاج وذلك بالتوكل على الله والمحافظة على الرقى والأذكار المسنونة، وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 3273، 71554، 24972، 17661.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني