الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الدعاء بالزواج من امرأة مخطوبة وهل رفض أبيها لخاطبها يعد ظلما يسوغ الدعاء عليه

السؤال

فضيلة الشيخ لقد وصلتني فتواكم جزاكم الله كل خير، لكنني وجدت في موقعكم الموقر بعض الفتاوى التي تقول بعدم جواز الدعاء للزواج من فتاة مخطوبة، فهل فتواكم لي بجواز الدعاء للزواج من فتاة معينة كانت على أساس أنني قد تقدمت لخطبتها حيث كان أهلها موافقين في بداية الأمر ثم بعد ذلك رفض أبوها لأسباب مادية وظلمني وظلمها بغير حق حتى إنه أخبر عائلته عن أمور تخص عملي لا أساس لها من الصحة ويعلم الله بذلك، أرجو من فضيلتكم التوضيح حتى لا يكون عندي شك في إجابة الدعاء من الله عز وجل في علاه، وإن كان الدعاء للزواج منها لا يجوز لي، فهل يمكنني الدعاء بهذه الصيغة: اللهم ارزقني حقي من فلانة ـ والله يعلم ما هو حقي وكيف ومتى يرزقني إياه؟ أرجو أن لا أكون قد أزعجتكم وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما دامت الفتاة مخطوبة فلا ينبغي لك الدعاء بالزواج منها، كما بيناه في الفتوى رقم: 134480.

وليس في مجرد رفض والدها لك ما يجعله ظالما لك، وعلى فرض أنه قد ظلمك فيجوز لك الدعاء عليه بقدر مظلمتك لا أكثر مع التنبيه إلى أن الدعاء على الظالم نوع انتصار منه، قال الإمام أحمد: الدعاء قصاص وقال: فمن دعا فما صبر أي فقد انتصر لنفسه.

وانظر الفتوى رقم: 70611.

والذي ننصحك به أن تشغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك ولا تنشغل بالدعاء بتلك الأمور، بل ادع الله أن يرزقك زوجة صالحة، فربما كان الخير لك في الزواج بغيرها، قال تعالى: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة: 216}.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني