السؤال
أود استئذانكم بالاستفسار والاستشارة بعد عدد من الاستخارات والله تعالى عالم الغيب الموفق، أنا شاب كنت أعمل بالقطاع السياحي وبسبب ما فيه من تجاوزات من شبهات واختلاط وشبهات المواقع الأثرية حيث وقع على أهلها العذاب ـ أجارنا الله تعالى وإياكم والمؤمنين والمؤمنات ـ الخمور والسفور والتطبيع مع القتلة والصهاينة والمجرميين والكفار وقد أقلعت عنها، ومن جهة أخرى قد عملت جاهدا باحثا عن عمل وقد واجهتني العديد من الصعوبات وللأسف لم أجد العمل، وسؤالي: لي فرصة بالذهاب إلى الولايات المتحدة الأمريكية للعمل هنالك, علما بأنني سأذهب مع زوجتي والعمل سيكون بالعمل بمواد التجميل وبيعها ولا أرغب إلا بما هو خير لي في ديني! فأرجو نصحكم وشكرا جزيلا على نصحكم ومشورتكم.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على حرصك على أمر دينك وتحريك للحلال، ونبشرك أن الله لا يضيع من اتقاه، فمن ترك شيئا لأجله عوضه خيرا منه فقد قال سبحانه: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً *ويرزقه من حيث لا يحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شيء قدراً { الطلاق: 2ـ 3}.
فثق بموعود الله واعلم أنه بالغ أمره والدنيا ليست مقياسا لحبه والقرب منه فإنه يعطيها لمن يحب ومن لا يحب؛ لكن جنته وتوفيقه وهدايته لا يعطيها إلا لمن يحب.
وأما ما سألت عنه من حكم السفر لأجل العمل في محل بيع أدوات التجميل فهذا يترتب عليه الوقوع في محذورين أولهما: السفر إلى بلاد الكفر وقد لا يتمكن المسلم فيها من إقامة شعائر دينه على الوجه الذي يرضي خالقه وقد لا يتمكن من تربية أبنائه لعدم سلطته عليهم وغير ذلك من المحاذير، كما بينا في الفتوى رقم: 142081.
وأما المحذور الثاني فيتعلق ببيع تلك المواد التجميلية وإذا كان بيعها مباشرة للنساء ففيه شر عظيم في تلك البلاد خاصة.
وبناء عليه فلا نرى إباحة ذلك العمل والسفر إليه. وننصحك بالسعي في البحث والاجتهاد في إيجاد عمل بالدول الإسلامية إن لم يتيسر لك في دولتك وقليل مباح خير من كثير حرام.
والله أعلم.