الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تقبل الهدية ممن يشك في مصدر ماله

السؤال

جاءت قريبتي للسكن عندي لمدة محددة وقامت بشراء بعض المواد الغذائية الأساسية في البيت والتي تدخل في مكونات الطعام كالحليب والبيض والجبن, مع العلم أن مالها تحصل عليه من رجل أحسن الظن به وأقول قد يعدها بالزواج لكنني لا أعلم مدى علاقتهما, فهل يجوز لي الأكل من هذا الطعام وإطعام أهل بيتي منه؟ أفتوني جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فما لم يغلب على ظنك أن مصدر المال هو ذلك الرجل وأن علاقته بقريبتك علاقة غير مشروعة فلا حرج عليك في الأكل من طعامها ومما تحضره للبيت، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وإن كان مجهول الحال فالمجهول كالمعدوم، والأصل فيما بيد المسلم أن يكون ملكاً له إن ادعى أنه ملكه، فإذا لم أعلم حال ذلك المال الذي بيده بنيت الأمر على الأصل، ومن ترك معاملته ورعاً كان قد ابتدع في الدين بدعة ما أنزل الله بها من سلطان. اهـ بتصرف يسير من مجموع الفتاوى.

وأما لو غلب على ظنك أن مصدر المال حرام كأن يكون مقابل علاقة محرمة فهو سحت, والتورع عما اشتري به أولى خروجا من الخلاف وتركا لما فيه ريبة وإن كان من أهل العلم من يرى تعلق الحرمة بذمة الآخذ لا بعين ما استهلك فيه المال الحرام كما بينا في الفتويين رقم: 171445، ورقم: 104631.

وعليك نصح قريبتك ووعظها لتكف عن تلك العلاقة مع ذلك الرجل، وبيني لها أن الإسلام لا يقر مثل هذه العلاقة بين المرأة والرجل الأجنبي مهما حسنت نيتهما وشرفت غايتهما، فإما أن يتزوجها إن كانت له إليها رغبة وإلا فلتقطع العلاقة معه وانظري الفتوى رقم: 41804.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني