الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم التوسل بسر النبي وختم الدعاء بالفاتحة وهل تقضى الحوائج بقراءة سورة الأنعام

السؤال

سؤالي عن من يقول بعد الدعاء: بسر من أنزلت عليه سورة الفاتحة و ذلك في حلقة علم، ثم نقوم بقراءة الفاتحة هل هذا يجوز؟ و بالنسبة لمجالس الصلاة على النبي هل تجوز؟ وهل صحيح أن سورة الأنعام لقضاء الحوائج؟ و إن كان ذلك بدعة هل إذا طلب أحد منا قراءتها لا يجب أن نقرأها لأنهم يقرأونها بعدد معين و يقومون بتوزيعها مثلاً كل شخص مرة على نية شفاء مريض مثلا، و هناك دعاء جميل جدا يقرأ بعدها و عندما سألتهم هل ورد ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم قالوا لم يرد عنه و لكنه مجرب.
و جزاكم الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالذي أنزلت عليه سورة الفاتحة هو النبي صلى الله عليه وسلم، والتوسل بسره عليه الصلاة والسلام يظهر والعلم عند الله تعالى أنه من قبيل التوسل بجاهه صلوات الله عليه، والتوسل بالحق والجاه مختلف فيه بين العلماء والراجح منعه، ولتنظر الفتوى رقم: 119480 ، وعليه فلا يشرع هذا القول، كما لا يشرع ختم المجلس بقراءة الفاتحة لأن ذلك لم يؤثر عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أحد من أصحابه، وأما مجالس الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فإن كان ما يحصل فيها هو الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بصوت واحد كما هو شائع فهذا من المحدثات، ولتنظر الفتوى رقم: 140737 ، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من أفضل القربات وأجل الطاعات لكن يتعين إيقاعها على الوجه المشروع وتجنب إحداث هيئة في العبادة غير ثابتة في الشرع إذ مبنى العبادات على التوقيف، وأما تخصيص قراءة سورة الأنعام والدعاء بعدها بدعاء مخصوص بقصد قضاء الحاجات فغير مشروع كذلك لأنه لم ينقل، والله تعالى لا يعبد إلا بما شرعه على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم، ولتنظر الفتوى رقم: 74374 ، وباب الذكر وقراءة القرآن والدعاء واسع، ولكن لا يجوز تخصيص ذكر معين أو دعاء معين بغرض أو وقت أو حال معين إلا بتوقيف من الشرع، وعلى المسلمين أن يتحروا متابعة النبي صلى الله عليه وسلم فهديه أحسن الهدي.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني