السؤال
أصبت بمرض البهاق منذ كان عمري 14 عاما، والآن أصبح عمري 23 عاما، وكلما تقدم لي خطيب رفضني بسبب مرضي إلى أن جاء لي خطيب من عائلة محترمة فأخفيت أمر مرضي عنه، وبالفعل تمت الخطبة وعقد القران وأنا أعيش أسعد أيام حياتي وقد بقي على زفافي شهر ترى كيف لي أن أصارحه بمرضي خصوصا أنه بقعتان فقط في ظهري؟ وهل أخطأت بكتمان الأمر؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجمهور العلماء على أن العيوب التي يجب بيانها قبل الزواج والتي تثبت حق الفسخ هي العيوب التي يتعذّر معها الوطء، أو الأمراض المنفّرة أو المعدية، كالبرص والجذام ونحو ذلك، وانظري التفصيل في الفتوى رقم: 53843.
والبهاق لا يدخل في هذه العيوب، فلا يثبت به خيار الفسخ، قال الماوردي: فَأَمَّا الْبَهَقُ: فَتَغَيُّرُ لَوْنِ الْجِلْدِ، وَلَا يَذْهَبُ بِدَمِهِ وَيَزُولُ، وَلَا تَنْفِرُ مِنْهُ النُّفُوسُ، فَلَا خِيَارَ فِيهِ.
وما دام هذا المرض لا يثبت خيار الفسخ فلا يحرم كتمانه عن الخاطب ما دام لم يشترط السلامة منه، جاء في الشرح الكبير للشيخ الدردير: وَلِلْوَلِيِّ كَتْمُ الْعَمَى وَنَحْوَهُ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ لَا خِيَارَ فِيهِ إلَّا بِالشَّرْطِ إذَا لَمْ يَشْتَرِطْ الزَّوْجُ السَّلَامَةَ، لِأَنَّ النِّكَاحَ مَبْنِيٌّ عَلَى الْمُكَارَمَةِ بِخِلَافِ الْبَيْعِ، وَلِذَا وَجَبَ فِيهِ بَيَانُ مَا يَكْرَهُ الْمُشْتَرِي.
وعليه، فإن كان زوجك لم يشترط سلامتك من هذا المرض فلا حرج عليك في كتمانه عنه، وفيما يتعلق بكيفية مصارحتك له بالمرض والتصرف الأمثل في هذا الأمر ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.