الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحد الذي يعرف المرء به أنه صاحب سلس وهل يتم صلاته مع مدافعة الريح

السؤال

أعاني من مرضين متشابهين، أولا كنت أعاني من سلس في البول ينقطع بعد مدة بسيطة، وكنت أتحرز منه وأنتظر حتى ينتهي، وكنت أتوضا لكل صلاة ولا أتوضا إلا بعد دخول الوقت، ولكن تطور هذا المرض بعد حوالي عشر سنين إلى ما يسمى بالمثانة العصبية فأدخل الحمام وأتبول وبعد انتهائي لا أشعر بالراحة، وبعد مدة لا تتعدى خمس دقائق يحدث عندي إلحاح شديد للتبول مرة أخري فأدخل وأفرغ بعض القطرات وهكذا حوالي أربع أو خمس مرات وبين كل مرة والأخري يكون التنقيط موجودا، وعندما أشعر بالراحة وعدم التنقيط أشرع في الوضوء، وما يؤرقنني أنني أحيانا بعد كل هذا الاجتهاد الذي قد يستمر حوالي نصف ساعة أو أكثر بعد أن أدخل إلى الصلاة قد تنزل منى قطرة، أو تلح علي رغبة التبول مجددا أثناء الصلاة فأنشغل في الصلاة وأدافع هذا الإلحاح، فمذا أفعل في تلك الحالتين وعموما في هذا المرض؟ وهل يعتبر هذا من السلس الدائم أم ماذا؟ والمشكلة الثانية أنني مريض بمرض القولون وعندي عسر هضم دائم وغازات وانتفاخات دائمة في معدتي، وفي كثير من الأحيان لا أستطيع إخراجها ويكون وقت الصلاة قد حان فأنتظر بعض الوقت وأجتهد في إخراجها وأحيانا أستريح لوقت يكفيني للصلاة، وفي بعض الأحيان أفشل في التخلص من هذه الغازات فأصلي وأنا أدافعها وأنا أعلم ان مدافعة الأخبثين من مكروهات الصلاة، فهل علي وزر بسبب صلاتي بهذا المكروه، مع العلم أنني ذهبت للكثير من الأطباء في كلا المرضين.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فضابط الإصابة بالسلس قد بيناه في الفتوى رقم: 119395.

فإذا كان يغلب على ظنك أنك لا تجد في أثناء وقت الصلاة زمنا يتسع لفعلها بطهارة صحيحة فحكمك حكم صاحب السلس، وكذا إذا كان زمن الانقطاع مضطربا فتارة يوجد وتارة لا يوجد وتارة يتقدم وتارة يتأخر على ما هو مبين في الفتوى رقم: 136434.

وأما إن كان يغلب على ظنك أنك تجد وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة فانتظر حتى يجيء ذلك الوقت فتوضأ فيه وصل ولو فاتتك الجماعة، فإن صلاتك بطهارة متيقنة مقدمة على فعل الجماعة، وانظر الفتوى رقم: 114190.

وأما الصلاة مع مدافعة الأخبثين ومثلهما الريح فهي مكروهة إلا إن خشي الشخص خروج الوقت فإنه يصلي، لأن مراعاة الوقت أولى، وهذا قول الجمهور من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 134427.

وكذا من طرأت له مدافعة الأخبثين وما في معناهما وهو يصلي فإنه يمضي في صلاته ولا يقطعها ولا كراهة والحال هذه عند كثير من العلماء، وانظر الفتوى رقم: 133778.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني