السؤال
في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي الزوجة سواء كانت مظلومة أو ظالمة أن ترضي زوجها قبل أن تنام، فما حكم الزوج الذي يظلم زوجته ولا يفعل لزوجته شيئا ليرضيها؟ وجزاكم الله خيرا.
في حديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم يوصي الزوجة سواء كانت مظلومة أو ظالمة أن ترضي زوجها قبل أن تنام، فما حكم الزوج الذي يظلم زوجته ولا يفعل لزوجته شيئا ليرضيها؟ وجزاكم الله خيرا.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن على كل من الزوجين أن يعاشر الآخر معاشرة حسنة ويؤدي له حقوقه كاملة، ولا يظلمه عملا بقوله تعالى: وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ {النساء: 19}.
وبقوله: وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ {البقرة: 228}.
وقد جاء في الحديث القدسي: قال الله تعالى: يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا ... الحديث أخرجه مسلم.
وقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء فقال: استوصوا بالنساء خيرا. أخرجه البخاري ومسلم.
وينبغي لكل من الزوجين الحرص على ترضية الآخر إذا غضب، فقد قال أبو الدرداء لأم الدرداء: إذا غضبت فرضيني وإذا غضبت رضيتك فمتى لم يكن هكذا ما أسرع ما نفترق. رواه ابن حبان في روضة العقلاء ونزهة الفضلاء، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
وقد كان من هدي نساء السلف إذا لاحظت إحداهن غضب زوجها أن تسارع في إرضائه، وقد دل على فضل ذلك ما في الحديث: ألا أخبركم بخير نسائكم من أهل الجنة، الودود الولود العؤود لزوجها، التي إذا ظلمت قالت هذه يدي في يدك لا أذوق غمضا حتى ترضى. رواه الدار قطني والطبراني، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وأما إذا ظلم الزوج امرأته فتجب عليه التوبة من ذلك، ومن شروط التوبة من ظلمها أن يتحلل منها، ويطلب منها العفو، كما قال صلى الله عليه وسلم: من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء، فليتحلله منه اليوم، قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم تكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه. أخرجه البخاري.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني