الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من البدع التزام عبادة معينة في وقت معين دون تخصيص شرعي

السؤال

اتفقنا مع إمام المسجد بعد رمضان على الاعتكاف في المسجد كل خميس، لنقرأ القرآن، ونتدارس في الدين، ونصلي بالليل معا جماعة، كي نعين بعضنا بعضا، كما كنا نفعل في رمضان، ولكن بعض الناس أخبرنا أن هذا بدعة ولا يجوز. فما رأيكم في هذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فقد نص أهل العلم على أن من البدع التزام عبادة معينة في وقت معين، لم يوجد لتخصيصها دليل في الشرع.

قال الإمام الشاطبي: (البدعة طريقة في الدين مخترعة، تضاهي الشرعية، يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه). وقد مثل رحمه الله لذلك بقوله:ومنها التزام العبادات المعينة في أوقات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين في الشريعة.

ولا شك أن تخصيص يوم من الأيام بالاعتكاف فيه والاجتماع عليه والتزام ذلك داخل في عموم ما ذكر.
وعلى هذا فإن الاعتكاف وإن كان في الأصل قربة من أعظم القرب، إلا أن اجتماعكم عليه، وتخصيصه بوقت محدد، بدعة إضافية ينبغي البعد عنها، فإن كل عمل لم يعمله النبي صلى الله عليه وسلم مع وجود المقتضي له، وعدم المانع من فعله، ففعله بعد ذلك بدعة، ثم قد ورد النهي عن تخصيص ليلة الجمعة بقيام وتخصيص نهارها بالصيام.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني