الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كم من قال (كفرت) قاصدا السآمة

السؤال

ما حكم من يقول: ( كفرنا ) أو ( أنا كفران ) أو ( كفرناه في كذا ) ويقصد بها ( أتعبنا أو جعلنا نسأم ) ؟ هل تؤخذ على الكفر الأكبر فيكفرون لأنهم قالوا ( كفرنا ) ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:

فلا يصح حمل تلك الكلمة على الكفر الأكبر ولا الأصغر، ولا يجوز الحكم على من تلفظ بها بالكفر ما دام لم يقصد الكفر الذي هو ضد الإيمان، وإنما قصد بقوله ( كفرنا ) سئمنا, وقد قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى .. متفق عليه.

ولفظة " الكفر " تستعمل لغة في غير الكفر الذي هو ضد الإيمان.

قال ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: (كفر) الكاف والفاء والراء أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على معنىً واحد، وهو السَّتْر والتَّغطية. يقال لمن غطّى دِرعَه بثوبٍ: قد كَفَر دِرعَه. والمُكَفِّر الرّجل المتغطِّي بسلاحه .... والنهر العظيم كافر، تشبيهٌ بالبحر. ويقال للزَّارع كافر، لأنَّه يُغطِّي الحبَّ بتُراب الأرض. قال الله تعالى: { أَعْجَبَ الكُفَّارَ نَبَاتُهُ } [الحديد 20]. ورَمادٌ مكفور: سَفَت الرِّيحُ الترابَ عليه حتى غطَّتْه ... والكُفْر: ضِدّ الإيمان، سمِّي لأنَّه تَغْطِيَةُ الحقّ. وكذلك كُفْران النِّعمة: جُحودها وسَترُها .. إلخ . اهــ مختصرا.

ولا شك أن الأولى البعد عن استعمال تلك الكلمات عند التعبير عن الضجر والسآمة, ونفس المؤمن تنفر عن التلفظ بها لكونها تستعمل في الغالب للتعبير عن الكفر الذي هو ضد الإيمان.

نسأل الله تعالى السلامة والعافية, وانظر للفائدة الفتوى رقم: 55735.

والله تعالى أعلم

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني