الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يلحق الميت الإثم باستماع أغانيه

السؤال

هل سماع أغاني الشخص المتوفى حلال أم حرام؟ وما الحكم إن كانت هذه الأغاني هادفة؟ أحلال هي أم حرام؟ وهل سيحاسب في قبره لسماعنا إياها؟ فأغانيه هادفة تتكلم عن حب الأطفال, وإغاثة العالم, ومساعدة الفقراء والمحتاجين, ومحاولة تغيير الشخص نفسه للأفضل, وأن يبدأ بنفسه ويقوم بعمل الخير, ونحو ذلك, فهل يُحاسب الشخص المتوفى في قبره, وتضاف إليه ذنوب عند سماعنا لتلك الأغاني الهادفة من أغانيه؟ وإن كانت معانيها سامية وراقية تهدف إلى الخير, وتحث على الأعمال الطيبة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأغاني المشتملة على معازف - كالموسيقى - محرمة مطلقًا، ولو كانت كلماتها هادفة ومعانيها سامية، وسواء كان استماعها في حياة المغني أم بعد وفاته، كما دلت على ذلك النصوص، وإجماع العلماء، وقد بينا ذلك في الفتوى: 5282.

ومن مات ولم يتب من الغناء فإنه يشارك من استمع إليها بعده في الإثم؛ لما جاء في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ومن سن في الإسلام سنة سيئة، كان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء. أخرجه مسلم، وفي الحديث الآخر: لا تقتل نفس ظلمًا، إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها؛ لأنه كان أول من سن القتل. متفق عليه. وترجم عليه الإمام البخاري: باب إثم من دعا إلى ضلالة، أو سن سنة سيئة. هذا من حيث العموم، أما الشخص المعين فلا يحكم عليه أنه يحاسب بذلك أو لا يحاسب، فقد يكون متأولًا أو جاهلًا, وقد يكون تاب، وله حسنات تمحو عنه ذنبه, وانظري الفتوى: 124910

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني