الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حد الحاجة أو الضرورة المبيحة للأخذ من الحاجبين

السؤال

حواجبي عريضة وكثيفة, وعندي زوائد تحت الحاجب وفوقه؛ وزيادة الحواجب نازلة على جفوني, ونزول شعر الحاجب على عيني الصغيرة يعطيني شكلًا مخيفًا, وكل من رآني بحواجبي العادية عند وضع المكياج يشبهني بالرجل, وأحيانًا أخجل من زوجي عند رؤيته لهذا المنظر, وعندما كنت أنتف الزائد - فقط - بالخيط كنت أحس بأنوثتي, وأني مثل بقية البنات مرتبة وحلوة, وعندما أوقفت النتف لم أعد أحس بجمال أنوثتي, فحواجبي الكثيفة العريضة المبعثرة تخيف.
وفي يوم من الأيام قام زوجي بتصويري, وعندما رأى صورتي قال: (أعوذ بالله من هذا الشكل) وهذا جعلني محبطة, وأريد إعادة الاهتمام بحواجبي بنتف الزائد منها, وقبل أن أرجع لذلك الشيء أحببت استشارتكم أولًا لنصحي, وأحيطكم علمًا أنني جربت التشقير, ولكنه لم يجدِ نفعًا معي, حتى أن الكوافيرة تقول: لا بدَّ أن أرتب حواجبك, فالتشقير لا يفيد, فأفيدوني - أفادكم الله, وجزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فزادك الله على الخير حرصًا، ووقاك الله شر الشيطان وشر نفسك.
وأما ما سألتِ عنه، فالأصل ـ كما لا يخفى ـ هو حرمة الأخذ من شعر الحاجبين، وإنما يستثنى من هذا ما تفرضه الضرورة, أو الحاجة الملحة التي تنزل منزلتها، ومن ذلك: العلاج الذي لا يتم إلا بالأخذ منهما, ومنه ـ إن شاء الله ـ كثافتهما كثافة شديدة تخرجهما عن المعتاد بشكل واضح، بحيث تشوه الخلقة, وتضر صاحبهما، فيؤخذ منه القدر الذي يزيل التشوه.

وأما ما كان دون ذلك مما لا يعد في الحقيقة تشويهًا مشينًا: فلا يجوز أخذه، وقد سبق لنا التنبيه على هذا في عدة فتاوى، منها الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 1007، 20494، 76801.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني