الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التمثيل المنضبط لا يجاري أهواء الناس وما ينكره الشرع

السؤال

لا يخفى عليكم ما تبثه القنوات الفضائية من سموم فيما يطلقون عليه اسم الأفلام الكرتونية, ولا بد من محاربة ذلك عن طريق الإتيان بمثله؛ مما ليس فيه منكرات؛ بهدف صرف الناس عن المحرم - أي ارتكاب أخف الضررين – وذلك من باب محاربة الباطل ومزاحمته, وإقامة الحجة على مروجيه وصانعيه, وقد قرأت فتوى بخصوص ذلك رقمها: (3127) وقرأت أخرى في منتدى الشيخ محمد خير الشعال رقمها: (975) تقول بالجواز, لكن هناك فتوى أخرى من كلام الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - ذكر فيها الجواز ما لم تصاحبها المنكرات: كالرسم, والتصوير, فكيف يمكن جذب الناس إلى الأفلام الإسلامية وإبعادهم عن تلك المحرمة إذا لم تكن تتضمن التصوير؟ حيث إن المشاهد - خصوصًا لو كان طفلًا – لا بدّ أن يشاهد صورة, وإلا فليس من الممكن أن تجذبه, وإذا أردنا عمل فيلم إسلامي عن الحروب الصليبية, فهل من المحرم إظهار أهل الصليب بمظهرهم: من حملهم للصليب وغيره؟ وإن كان عن الحجاب - مثلًا - فكيف يمكن أن يخلو من غير المحجبة؟ علمًا أني لا أبرر, ولا أريد التوصل إلى الجواز ووجود المنكرات المحرمة, وإنما أريد الاستفسار والوصول إلى الصواب - جزاكم الله خيرًا -.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فالأصل حرمة تصميم أفلام الرسوم المتحركة على هيئة ذوات الأرواح, إلا ما كان منها لغرض معتبر، كتعليم الأطفال، فلا حرج فيه؛ لأن جمهور أهل العلم يستثنون من حرمة التصوير والتماثيل ما كان للأطفال؛ لإيناسهم وتعليمهم ما يصلحهم، وراجعي الفتوى رقم: 139155.

ومع القول بالجواز فلا بد من خلوها من المحاذير، ومراعاة الضوابط الشرعية التي سبق ذكرها في الفتوى رقم: 173197, ومنها: عدم إخراج صور النساء والرجال بعورات أو بأفعال محرَّمة أو كفرية، كحمل الصليب, وعبادة الأصنام، ولو كان للتعليم والتمثيل.

وفي هذا جواب على بقية السؤال, وقد سبق لنا نقل كلام الشيخ ابن عثيمين في ذكر شروط جواز التمثيل، وذلك في الفتوى رقم: 184491.

وأخيرًا: ننبه إلى أهمية التقيد بالضوابط الشرعية، وعدم التوسع؛ مجاراة لأهواء أو أذواق الناس، أو مراعاة لمنافسة أهل الشر والفساد في ما يأتون به من أمور أنكرها الشرع؛ إذ المقصود من هذا العمل إيجاد البديل المنضبط بالضوابط الشرعية, وليس مجرد المنافسة والمسابقة.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني